“حفار القبور” يُدلي بشهادته حول المجازر في سوريا أمام الكونغرس الأمريكي

أدلى الشاهد السوري المعروف باسم “حفار القبور” بشهادته أمام أعضاء من الكونغرس الأميركي حول المجازر التي ارتكبها النظام السوري بحق المعتقلين المدنيين في سجونه.

وتحدث “حفار القبور” عن المقابر الجماعية التي كان شاهداً عليها في سوريا من عام 2011 إلى 2018، والتي تتقاطع مع ما أدلى به الشاهد “قيصر” وصور الضحايا الشهيرة التي تقدّم بها إلى الكونغرس.

وذكر الشاهد أنه شخص مدني، وكان قبل الحرب موظفاً إدارياً في محافظة دمشق، ووظيفته أن يشرف على عمليات دفن المدنيين، لكنه في عام 2011 أجبرته مخابرات النظام السوري على العمل معها، للتخلص من الجثث التي تأتي من المشافي بعد نقلها من المعتقلات.

مئات الجثث لمعتقلين

ووفق “حفار القبور”، كانت ثلاث شاحنات مقطورة تصل مرتين في الأسبوع محملة بما يتراوح بين 300 و 600 جثة لضحايا التعذيب والقصف والذبح. بالإضافة إلى أربع شاحنات صغيرة تصل مرتين في الأسبوع تحمل 30 إلى 40 جثة لمدنيين أعدموا في سجن صيدنايا التابع للنظام، وكان يتم التخلص منهم بأبشع الطرق غير الإنسانية.

اغتصاب طفلة حتى الموت

وأضاف أن الأمر لم يقتصر عل إعدام مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء فحسب، بل وصل إل التجويع والتعذيب والحرق والاغتصاب، وقتلهم بأكثر الطرق سادية التي يمكن للمرء أن يتخيلها، وكان من بين القتلى أميركيون، بمن فيهم صحفيون وعاملون في المجال الإنساني.

وعرض الشاهد قص لفتاة صغيرة عمرها 6 أو 7 سنوات فقط، كانت جثة هامدة، بدا على جسدها الصغير علامات التعذيب الرهيب مشيراً إلى أن الطبيب في المشفى أمره بالكتابة أنها ماتت بسبب سكتة قلبية. لكنها في الواقع ماتت حيث كانت تتعرض للاغتصاب المستمر والمروع من قبل 11 ضابطاً في مخابرات النظام.

قتل 15 شاباً خلال دعوة طعام

الشاهد تحدث عن زيارته لمزرعة ضابط مخابرات كان يتناول الطعام مع ضباط آخرين، حيث لفت نظره وجود 15 شاباً مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين وعراة على الأرض.

وأشار إلى أن أحد ضباط المخابرات أمر جنديا بفك قيود المدنيين والسماح لهم بالرحيل، وعندما هموا بالهرب انتزع ضابط آخر بندقيته وقتلهم واحداً تلو الآخر، وعندما انتهى، واصل الضباط أكلهم واحتفالهم وكأن شيئاً لم يكن.

دعس جثة تتحرك حتى الموت

ومن الشهادات التي رواها “حفار القبور”، بأنه في أحد الأيام، ألقت إحدى الشاحنات المقطورات محتوياتها المكونة من عدة مئات من الجثث الميتة في الخندق الذي أمامنا، وبشكل غير متوقع، رأينا جثة تتحرك، كان هناك رجل على وشك الموت يستخدم بشكل يائس آخر احتياطي من طاقته ليشير إلينا أنه بطريقة ما لا يزال على قيد الحياة.

قال العمال المدنيون وهم يبكون: علينا أن نتصرف، لكن ضابط المخابرات الذي يشرف علينا أمر سائق الجرافة بدعسه، لا يمكن للسائق أن يتردد وإلا سيكون هو التالي، فاضطر لدعس الرجل في الخندق وقتله، أما الشاب الذي تجرأ وبكى على الضحية فلم نشاهده مرة أخرى.

هذا، وأعرب “حفار القبور” عن حزنه لأنه بعد كل هذه السنوات لم يتغير شيء في سوريا، مشيراً إلى أن النظام السوري ليس أقل وحشية، والشعب السوري ليس أقل خطورة.

وختم بالقول:” كم مرة يحتاج شاهد على جرائم الحرب أن يجلس أمامكم ويصف فظائع النظام السوري”، لا أملك إلا صوتي وسوف أبقى أتحدث حتى الرمق الأخير”.

مقابر المجازر الجماعية

المقابر الجماعية التي تضمّ رفات ضحايا قضوا على يد قوات النظام، تكاد تكون موزّعة على كامل الجغرافيا السورية، نظراً لارتكابهم مجازر داخل غالبية المدن الثائرة، في درعا وحمص وبانياس وحلب وإدلب وحماة ودير الزور ومدن ريف دمشق وغيرها.

غالبية تلك المقابر إما أن تكون معروفة من قبل السكان المحليين الذين أنشؤوا بعضها لدفن ضحاياهم بعد كل مجزرة، وإما أن يتم اكتشافها لاحقاً بعد خسارة النظام لمناطق ثائرة كان يسيطر عليها أو بعد انسحابه من مناطق ارتكابه للمجازر، وجزء آخر لم يكتشف بعد.

مجازر التظاهرات الأولى

أولى تلك المقابر اكتشفت في مدينة درعا التي انطلقت منها أولى المظاهرات، وذلك بعد مرور أقل من شهرين على اندلاعها، وبالتحديد في يوم 16 أيار 2011.

يذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وثقت مقتل 14449 شخصاً تحت التعذيب، بينهم 174 طفلاً و74 سيدة على يد قوات النظام السوري منذ آذار 2011.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...
ماروتا سيتي دمشق

كعكةُ “ماروتا سيتي” بمليارات الدولارات

آلاف الأسر تتسوّل حقّها بـ"السكن البديل" على أبواب "محافظة دمشق" يستقصي التحقيق أحوال سكان منطقة المزة – بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم...
جمعية الأمل لمكافحة السرطان

معاناة اللاجئات السوريات المصابات بمرض السرطان في تركيا

تصطدم مريضات السرطان من اللاجئات السوريات في تركيا بحواجز تمنعهن من تلقي العلاج على الوجه الأمثل، بداية من أوضاعهن الاقتصادية الصعبة والاختلاف في أحقية...

خدمات المساعدة القانونية المجانية للاجئين السوريين في تركيا

غصون أبوالذهب _ syria press_ أنباء سوريا الجهل بالحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا يقف حجر عثرة أمام ممارسة حقهم بالوصول إلى العدالة، ويمنعهم...

الأكثر قراءة