وثق تقرير غربي أعداد اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى سوريا خلال السنوات الخمس الماضية، مشيراً لانتهاكات مختلفة تعرضوا لها من مخابرات النظام السوري.
وذكر التقرير والذي أعدته دائرة الهجرة الدنماركية أمس الثلاثاء، وحمل عنوان “العودة إل سوريا”، أن آلاف اللاجئين السوريين عادوا إلى سوريا في السنوات الأخيرة، ولا سيما من الدول المجاورة.
العائدون من الخارج
ونقل التقرير عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قولها إنه اعتباراً منذ عام 2016 وصولاً إلى الـ 31 من أيار 2021، عاد 282،283 لاجئاً سورياً (طواعية) إلى سوريا من الدول المجاورة.
وتوزعت أعداد العائدين بواقع 110649 شخص من تركيا، 64714 من لبنان، 57276 من الأردن، وأخيرا 48194 شخص من العراق.
ووفق التقرير، فإن الأرقام الواردة في بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هي فقط تلك التي تم التحقق منها أو رصدها من قبل المفوضية ولا تعكس العدد الكامل للعائدين، والذي قد يكون أعلى بكثير.
وأشار إلى أن سلطات النظام دعت اللاجئين للعودة إلى البلاد وأقامت رسمياً الإجراءات التي تمكنهم من العودة دون ملاحقتهم أو إزعاجهم، ومع ذلك، فإن سياسته بشأن عودتهم من الخارج تبدو غير واضحة.
انتهاكات مختلفة
ولفت إلى تعرض معظم العائدين من الجوار السوري لأشكال مختلفة من الانتهاكات من قبل السلطات السورية، بمن فيهم الذين أجروا تسوية لأوضاعهم قبل عودتهم.
ونوه إلى أنه وفي بعض الأحيان، وعلى الرغم من أن الشخص ليس مطلوباً من قبل النظام، إلا أنه لا يزال يتعرض لخطر الاحتجاز نتيجة “الإبلاغ عنهم من قبل مخبري النظام” (التقرير الأمني).
وتحدث عن أن العائدين إلى مناطقهم الأصلية، لا يتعرضون لنفس ما يتعرض له الآخرون ولا تنطبق عليهم المعايير نفسها.
وأوضح بأنه وبسبب عدم وجود مراقبة من قبل المنظمات الدولية لحالات العودة، فمن غير الواضح مدى انتظام وانتشار مثل هذه الانتهاكات.
النازحون في الداخل
وبلغ عدد الفارين من الحرب السورية إلى خارج البلاد أو نزحوا في الداخل، أكثر من 13 مليون شخص. ويتم استضافة أكثر من 5.7 ملايين لاجئ سوري في البلدان المجاورة و6.9 ملايين نازح داخليا.
وسجلت المفوضية عودة ما يقرب من 450،000 نازح داخلياً في عام 2020 إلى مناطق النظام، بينما عاد 320،000 نازح مجدداً إلى الشمال الغربي من سوريا وفق بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وأشار التقرير إلى أنه خلال النصف الثاني من عام 2021، تسببت الأعمال العدائية في حدوث عمليات نزوح جديدة على طول الخطوط الأمامية في شمال وجنوب سوريا.
حياة أشبه بالموت
كانت وثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير أصدرته، في تشرين الأول الماضي، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، يتعرض لها اللاجئون السوريون العائدون إلى سوريا من دول الجوار على يد قوات النظام.
وأكدت المنظمة في تقرير حمل عنوان “حياة أشبه بالموت: عودة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن”، أن العائدين عانوا للبقاء على قيد الحياة وتلبية احتياجاتهم الأساسية في بلد دمره النزاع.
اقرأ أيضاً منظمة دولية: انتهاكات جسيمة يمارسها النظام بحق لاجئين سوريين عائدين لبلادهم
وخلص التقرير، الصادر في 57 صفحة، إلى أن سوريا ليست آمنة للعودة،حيث أنه من بين 65 من العائدين أو أفراد عائلاتهم الذين قابلتهم المنظمة، وثقت هيومن رايتس ووتش 21 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، و13 حالة تعذيب، وثلاث حالات اختطاف، وخمس حالات قتل خارج نطاق القضاء، و17 حالة اختفاء قسري، وحالة عنف جنسي.