كشفت صحيفة “موسكو تايمز”، عن أن روسيا سحبت قواتها العسكرية من عدة نقاط في سوريا، لتتمركز مكانها الميليشيات الإيرانية، في ظل قلق إسرائيل، والتي تسعى لمنع ترسيخ نفوذ طهران في سوريا.
وقالت صحيفة “موسكو تايمز” إن روسيا بدأت بسحب جزء من وحداتها في سوريا بهدف تعزيز قواتها في أوكرانيا، لافتة إلى أنه تم نقل العديد من الوحدات العاملة في قواعد عسكرية سورية إلى مطارات في وسط سوريا لم تسمِّها؛ تجهيزاً لعملية نقلهم إلى الأراضي الأوكرانية.
ووفق الصحيفة الروسية، فإن القواعد التي أخلتها روسيا سيطرت عليها عناصر تتبع “الحرس الثوري” الإيراني، و” حزب الله” اللبناني.
انتشار إيراني في 7 مواقع
وفي وقت سابق، نقلت قناة “الجزيرة” عن مصدر إيراني غير رسمي مقرّب من “الحرس الثوري”، دون أن تسمّيه، تأكيده أن “قوات إيرانية و عناصر من حزب الله استقرت منذ نحو شهر، عقب نقل القوات الروسية إلى الجبهة الأوكرانية، في 3 نقاط عسكرية في محافظة إدلب وريفها، و4 مواقع أخرى في جنوب العاصمة دمشق”.
وأضاف المصدر أن موسكو بدأت بسحب قواتها من نحو 30 نقطة عسكرية، منذ آذار الماضي، مضيفاً أن القوات الإيرانية و عناصر من “حزب الله”، انتشرت وتمركزت مكان العسكريين الروس.
ولفت إلى أن زيارة رئيس النظام، بشار الأسد، الأخيرة إلى طهران “جاءت لترتيب الأوراق والتنسيق عقب انسحاب بعض الوحدات الروسية من الأراضي السورية، للمشاركة في حرب أوكرانيا”.
مشكلة لإسرائيل
وتعليقاً على خبر انسحاب بعض القوات الروسية من سوريا، اعتبرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أن “التطور الجديد، يعد مشكلة بالنسبة لإسرائيل، التي سعت إلى منع ترسيخ قوة إيران في سوريا”.
ونقل الموقع عن الخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط ايهود يعري، قوله في مقال رأي للقناة 12 الإسرائيلية، “أنه من دون النفوذ الروسي في دمشق وعلى الأرض؛ يمكن لطهران بسهولة دفع وحداتها إلى سوريا، فضلاً عن التأثير على النظام السوري”.
من جهتها، قالت هيئة “الإذاعة الإسرائيلية” أن الأجهزة الأمنية في إسرائيل تراقب بقلق واضح عمليات انسحاب قوات روسية من سوريا.
وجاء في تقرير “الإذاعة العبرية”، أن إسرائيل تفحص دقة المعلومات التي تحدثت عن نقل عدد كبير من القوات الروسية من سوريا، خصوصاً بعد نشر تقارير بهذا الشأن في وسائل إعلام روسية، علماً بأن التقديرات تشير إلى أن موسكو نشرت في سوريا بضعة آلاف من الجنود، بما يشمل 12 قاعدة وموقعاً عسكرياً.
وبحسب “الإذاعة الإسرائيلية”، فإن المخاوف في تل أبيب تعاظمت أيضاً بعد زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد الأحد، لطهران ولقائه القيادات الإيرانية.
وتأتي هذه التطورات، فيما فقد الجيش الروسي نحو 25 % من قواته القتالية، ويخوض الآن معركة دونباس شرق أوكرانيا مع 92 كتيبة تكتيكية، في مقابل 125 – 130 في بداية الحملة، وفق تقرير لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”.