أصدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قرارًا أمس الجمعة، يقضي بتخفيض محتويات السلة الغذائية الإغاثية المقدمة للنازحين في شمال غرب سوريا.
وأبلغ مدير مكتب البرنامج ومنسق الطوارئ في شمال غرب سوريا، يانييه سوفانتو، المنظمات الشريكة في المنطقة عبر بيان رسمي، بقرار تخفيض محتويات السلة.
وأشار البرنامج إلى أن تخفيض محتويات السلل اعتبارًا من أيار المقبل، جاء في ظل الزيادة الكبيرة بانعدام الأمن الغذائي وقلة الموارد إلى جانب الحاجة لزيادة عدد المستفيدين.
واعتبر البيان أنه بسبب محدودية الموارد وزيادة انعدام الأمن الغذائي، فإن التخفيض هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يلجأ إليه البرنامج لضمان استمراره بدعم الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي.
وشمل التخفيض مادتي الأرز والبرغل، إذ خفض البرنامج الكمية المقدمة لكل منهما من 7.5 كيلوغرام إلى 5 كيلو غرام.
كما خفّض البرنامج مواد الحمص والعدس الأحمر والسكر من 6 كيلوغرامات إلى 5 كيلوغرامات.
وبات الطحين في السلة الغذائية بوزن قدره 15 كيلو غرام، والزيت النباتي عبارة عن 4 ليتر، والملح بوزن 1 كيلو.
ويعتبر هذا التخفيض هو الرابع منذ عامين، حيث عمد برنامج الأغذية العالمي إلى خفض محتويات السلة الغذائية التي يقدمها في شمال غرب سوريا عدة مرات في كل من نيسان وحزيران عام 2020، وفي تشرين الأول عام 2021.
استمرار التخفيض ينذر بمجاعة
في المقابل أصدر فريق “منسقي استجابة سوريا” بيانًا اعترض فيه على قرار البرنامج، مؤكّدًا أن التخفيض لا يتناسب مع تقييم الاحتياجات الإنسانية في المنطقة.
وحذّر البيان من أن استمرار التخفيض في المساعدات الإنسانية المقدمة ينذر بمجاعة “لا يمكن السيطرة عليها”.
كما طالب الفريق الجهات المعنية بزيادة الدعم عوضَا عن تخفيضه، مؤكدا أن عدد الأشخاص المحتاجين لمساعدات إنسانية تجاوز أربعة ملايين نسمة.
وفي وقت سابق اعتمد برنامج الغذاء العالمي تقييما جدا لمنح السلل الغذائية لسكان المخيمات في الشمال السوري.
ويقوم التقييم على منح السلل الغذائية للعائلات أشد احتياجات في المخيمات، معتبرا أنه ليس كل من يعيش فيها محتاجا لها.
وتعتمد 85% من عائلات المناطق في شمال غرب سوريا في دخلها المادي على الأجور اليومية، ويعاني 94% من العائلات من عدم القدرة الشرائية للوصول إلى تأمين الاحتياجات الأساسية.
وتشهد أسعار السلع في إدلب موجات غلاء متسارعة خلال آذار الحالي قبيل شهر رمضان، يُترجم هذا الغلاء إلى تهديد مباشر للعائلات بانعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية، وتدهور الأوضاع الصحية.
ومن إجمالي عدد السكان البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة في المدينة، يقدّر أن حوالي 2.7 مليون نازح يعتبرون أشخاصًا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، بحسب تقارير مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR).