أعدّ موقع “تجمّع أحرار حوران” تقريراً ميدانياً رصد فيه مسارات “تهريب المخدرات” من سوريا إلى الأردن ولبنان.
وحدد التقرير ثلاثة مسارات لدخول المخدرات وأهمها حبوب “الكبتاغون”، وتهريبها من قبل عناصر تتبع “حزب الله” والفرقة الرابعة من وإلى الجنوب السوري.
المسار الأول من المصنع إلى القنيطرة
يبدأ المسار الأول من معبر(المصنع) الحدودي بين لبنان و سوريا، حيث تتولى مجموعات تابعة لـ “حزب الله” نقل “الكبتاغون” من بلدة عيتا الفخار في لبنان عبر طرق ترابية بجانب نقطة المصنع وصولاً إلى بلدة جديدة يابوس داخل الأراضي السورية.
وبعد إدخال شحنات “الكبتاغون” إلى سوريا، يتم نقلها إلى نادي الرماية والفروسية في بلدة الديماس التابع للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري ثم إلى الصبورة ثم سعسع ثم خان أرنبة في القنيطرة.
المسار الثاني والثالث
أما المسار الثاني، فيمرّ من مدينة القصير بريف حمص، أكبر قواعد حزب الله في سوريا، ليصل إلى الساحل السوري.
بينما ينقسم المسار الثالث إلى طريقين، نقطة بدءهما من سهل البقاع في الجنوب اللبناني، يتفرّع الطريق “الأول” عند نقطة قرية المشرفة ثم إلى عسال الورد، لينتهي في منطقة اللجاة شرق حوران، ويتفرع الطريق “الثاني” من المشرفة باتجاه يبرود لينتهي في خراب الشحم غرب درعا.
ونقل التقرير عن “مصادر خاصة” أنّ نقاط التهريب إلى الأردن تنطلق من: تل شهاب وكويا وبيت آرة ومنطقة الزمل، وخراب الشحم غرب درعا، والمتاعية شمالها وبلدة نصيب ومعبرها جنوبها.
في حين جرى تحويل محطة تحلية المياه بالقرب من بلدة خراب الشحم بعد توقفها عن العمل عام 2012 إلى مكبس لصناعة حلول “الكبتاغون”.
وفي محافظة السويداء، يتم نقل شحنات المواد المخدّرة من منطقة اللجاة عبر البادية السورية، لتصل إلى منطقتي الشعاب وخربة عواد ( 48) كم جنوب السويداء على الحدود الأردنية .
وذكر التقرير، نقلاً عن مصادر خاصة به، أسماء العديد من المشرفين على عمليات إدخال المخدرات وترويجها وحمايتها وتهريبها أيضاً عبر الحدود، غالبيتهم من ضباط الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق رئيس النظام، كما ويبرز من بين أسماء الضباط المتورطين أحد أشقاء اللواء الراحل “رستم غزالي”.
اقرأ أيضاً حزب الله يروج المخدرات في جنوب سوريا ويصدرها إلى الأردن
النظام السوري وتجارة المخدرات
وكان تقرير لمنظمة البحث “مركز التحليل والبحوث التشغيلية” أشار إلى أن سوريا هي المركز العالمي لإنتاج الكبتاغون.
ووفق التقرير، فقد بلغت صادرت “الكبتاغون” ما لايقل عن 3.46 مليار دولار في عام 2020، وفق ماذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن توطيد السيطرة على الأراضي من النظام السوري وحلفائه الرئيسيين، ساهم في تعزيز استفادتهم من تجارة المخدرات السورية، ولاسيما الاتجار بالكبتاغون.
شبكات تهريب المخدرات يديرها أقارب الأسد
وفي كانون الأول 2021، كشف تحقيق صحفي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، عن أن صناعة المخدرات في سوريا وتهريبها لدول الخليج ولاسيما حبوب “الكبتاغون”، ازدهرت مؤخراً عبر شبكات يديرها أقارب رأس النظام بشار الأسد مع شركاء أقوياء.
وأوردت الصحيفة، في تحقيق استند إلى معلومات جهات تطبيق القانون ومسؤولين في 10 دول ومقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وآخرين، أن “قسطا كبيرا من إنتاج وتوزيع حبوب الكبتاغون تشرف عليه الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد”.
وأضافت أن الحرب في سوريا، تركت النخب العسكرية والسياسية تبحث عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والالتفاف على العقوبات الأميركية.
وتوصل التحقيق إلى أن من بين اللاعبين الرئيسيين في هذه التجارة المربحة رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بحكومة النظام و”حزب الله” اللبناني، وأعضاء آخرين من عائلة بشار الأسد.