قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن “قوات سوريا الديمقراطية”، والنظام السوري وروسيا، يستغلون اختباء عناصر من تنظيم “داعش” في الأحياء المدنية لوصم مناطق كاملة بأنها حاضنة للتنظيمات المتطرفة، في محاولة للظهور بمظهر مكافحة الإرهاب.
وفي بيان للشبكة، أمس الثلاثاء، أشارت إلى أن النظام وروسيا و”قوات سوريا الديمقراطية”، يبررون عمليات القصف العشوائي أو المتعمد على مناطق سكنية، علماً أن أكثر المناطق تضرراً من التنظيمات المتطرفة كانت هي المناطق التي خضعت لسيطرتهم.
عملية التحالف في أطمة
وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن العملية التي قامت بها قوات التحالف في الثالث من شباط الماضي والتي استهدفت زعيم تنظيم “داعش” في منطقة أطمة بريف إدلب، أظهرت أن قيادات وعناصر من التنظيم قد تكون منتشرة في مناطق متعددة، بما فيها مناطق لم يسيطر عليها التنظيم مطلقاً.
وبحسب البيان، فإن العديد من المدنين قتلوا بسبب عدم مراعاة قوات التحالف الدولي مبدأ التناسب في القانون الدولي، والذي يستند إلى قيام الطرف المهاجم بتقدير السياق قبل تحديد مشروعية الهجوم أو عدم مشروعيته، فالهجوم الذي سوف يتسبب في خسائر وأضرار تتجاوز الميزة العسكرية يكون محظوراً، فإذن يجب أن يكون هناك توازن دائماً بين الوسيلة، الهدف، نتائج الفعل.
“داعش” يتخذ المدنيين دروعاُ بشرية
وأشارت الشبكة السورية إلى أنها وثقت عشرات المرات اتخاذ التنظيم المدنيين دروعاً بشرية، والاحتماء بهم في المناطق التي كان يسيطر عليها، وكان من أبرزها مدينة الرقة.
وحمّلت الشبكة، تنظيم “داعش” مسؤولية الإقامة في الأحياء المدنية؛ مما يشكل خطراً على هذه الأحياء بكاملها، إضافة إلى الخطر على عوائل المجندين لديه.
اقرأ أيضاً أطفال بلا نسب… إرث شريعة داعش في سورية
وكان التنظيم، قد صادر العديد من منازل المدنيين في مدينة الرقة تحت ذريعة “كُفْرِ أهلها، واستباحة أموالهم”، وحولها إلى مقار إقامة لقياداته الأمنية والعسكرية، وأقام بين صفوف المدنيين بمن فيهم من نساء وأطفال واتخذهم دروعاً بشرية، وفقاً للبيان.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 3048 مدنياً على يد قوات التحالف الدولي بينهم 925 طفلاً، وذلك منذ أيلول 2014 حتى الهجوم الأخير على المنزل الذي كان يقيم فيه زعيم تنظيم “داعش” عبد الله قرداش.
ولطالمـا استخدمت شماعة الحرب على الإرهاب فـي ارتكاب انتهاكات مماثلة مـن قبل الجهات التـي تزعم مكافحة الإرهاب، فقد استندت روسيا فـي أحد جوانب تدخلها العسكري فـي سوريا علـى محاربة تنظيـم “داعش”، لكن قواتهـا قتلت من المدنيين السوريين أكثر مما قتـل التنظيم، وفقاً للبيان.
وكانت”الشبكة” وثقت في تقريرها الصادر في 10 من الشهر الجاري، مسؤولية التنظيم عن قتل 5 آلاف و43 شخصا، منذ ظهوره في نيسان 2013 حتى كانون الثاني 2022.