كشف المحامي العام في درعا، بسام العمري، عن وقوع نحو خمس جرائم خطف لأطفال في العام الماضي، كان آخرها جريمة خطف الطفل فواز قطيفان، مؤكداً تحرير ثلاثة أطفال بينما هناك طفلة ما زالت مخطوفة منذ سنتين ولا يوجد أي معلومات عنها.
وقال العمري لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأربعاء، إن أحد الأطفال جرى تحريره من يد خاطفيه، من خلال دفع والده الفدية التي بلغت نحو 20 مليون ليرة، إلا أن التحقيقات ما زالت مستمرة للقبض على الخاطفين بينما حرر البقية من خلال القبض على الخاطفين.
وأشار إلى أن جميع الأطفال الذين تم خطفهم في درعا تتراوح أعمارهم بين 7 و11 سنة.
وأضاف أنه وقعت حالات خطف لأشخاص بالغين، لكن ليس كل الحالات ترد إلى القضاء التابع للنظام باعتبار أنه يتم حلها ودياً بعد دفع مبالغ مالية.
والأسبوع الماضي، نشرت عصابة خطف في محافظة درعا جنوب سوريا، مقطع فيديو قبل أيام، يظهر طفلاً مختطفاً يتعرض للضرب والتعذيب، بهدف الضغط على ذويه لدفع فدية مقابل إطلاق سراحه.
ويظهر مقطع الفيديو أحد أعضاء العصابة يقوم بجلد الطفل فواز محمد القطيفان، البالغ من العمر 6 أعوام، بحزام جلدي وهو شبه عارٍ ويبكي ويتوسل أن يتوقفوا عن ضربه، بهدف إجبار عائلته على دفع مبلغ 500 مليون ليرة سورية مقابل إعادته، وفق ما نقل موقع “تجمع أحرار حوران“.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع قضية اختطاف الطفل فواز القطيفان في درعا، حيث عبروا عن تعاطفهم معه تحت وسم (هاشتاغ) #أنقذوا_ الطفل_فواز_ القطيفان.
اقرأ أيضاً درعا مدينة أشباح ليلاً .. والشباب يهجرونها إلى لبنان
الطفلة المختطفة سلام خلف مجهولة المصير
وكانت اختطفت الطفلة سلام الخلف، ذات العشر سنوات، في أثناء عودتها من مدرستها في بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي عام 2020، ورغم مناشدات ذويها وعرضهم دفع مبلغ 20 مليون ليرة سورية لمن يدلي بمعلومة عن مصيرها، فإنهم لم يتمكنوا من الوصول إليها.
ولم تكن الطفلة سلام هي الوحيدة التي هزّ اختفاؤها أهالي درعا خلال الفترة الماضية، إذ سبق اختفاءها، في تشرين الثاني 2019، اختفاء الطفل ميار علاء الحمادي، البالغ من العمر ست سنوات، بظروف مشابهة.
وباتت ظاهرة خطف الأطفال ظاهرة مقلقة في عموم سوريا، حيث يلجأ إليها الخاطفون، والذين يتمتعون بغطاء أمني، بهدف الثراء السريع أو التجارة بالأعضاء البشرية.
اقرأ أيضاً درعا مدينة أشباح ليلاً .. والشباب يهجرونها إلى لبنان
71 حادثة خطف منذ 2018
ومنذ أواخر العام الماضي تحوّلت السيطرة كليا في محافظة درعا إلى قوات النظام السوري، لكن ذلك لم يكن كفيلا في إيقاف حوادث الفلتان الأمني، التي تتصدرها من جهة عمليات الاغتيال والتفجيرات، ومن جهة أخرى حوادث الاختطاف.
وغالبا ما تكون عمليات الاختطاف في المنطقة بغرض الحصول على “فدية مالية”، وهو ما حصل مؤخرا بخصوص قضايا أطفال وشبان.
ووثق “مكتب توثيق الشهداء في درعا” 71 عملية اختطاف، من بينها 10 عمليات كان ضحيتها أطفال وقاصرون.
وتابع المكتب بالقول: “بالنسبة للأطفال خرجوا جميعهم باستثناء الحادثة الحالية المتعلقة بالطفل فواز وحادثة الطفلة سلام الخلف، المختطفة منذ شهر آذار 2020، وما زال مصيرها مجهولا”.
وتشهد درعا عمليات وخطف وسرقة وسطو مسلّح، في ظل فلتانٍ أمني تعيشه المحافظة منذ سيطرة النظام عليها بدعم روسي وإيراني، ويوجّه ناشطون أصابع الاتهام إلى أجهزة أمن النظام وميليشياته بالوقوف وراءها.