نقلت صحيفة البعث التابعة للنظام السوري عن طبيب سوري قوله، إن الحديث عن تجميد البويضات بين أوساط الشابات لا يزال يجري همساً، ويشوبه الكثير من الخجل على الرغم من النقلة التي حدثت خلال السنتين الماضيتين، خاصة مع تأخر سن الزواج لدى الفتيات بشكل أسهم في ارتفاع أعداد الفتيات اللواتي يقمن بهذه العملية.
وكشف الدكتور رامي عبيد الناصر، استشاري العقم والإخصاب المساعد لصحيفة “البعث” أن هذا النوع من العمليات كان يجرى لأسباب علاجية لدى بعض السيدات، وشهدت سوريا أول عملية تجميد بويضات عام 2009 وبقي الأمر علاجياً حتى عام 2018.
وأكد ارتفاع النسب رغم تحفظ بعضهم واختلاف الأسباب، لتلعب الظروف الاجتماعية التي يمر بها البلد دوراً كبيراً بتغيير الأفكار المسبقة عن تجميد البويضات، وتبيان ازدياد الحاجة إليها لمن ترغب من الفتيات.
وأشار إلى أن دور عمليات تجميد البويضات ارتفعت بعد العام 2018 حتى لا تفقد الفتاة حقها بأن تكون أماً، لتصل إلى نحو أربع أو خمس عمليات شهرياً بعد أن كانت لا تتجاوز أربع أو خمس حالات سنوياً في السابق.
ما هي عملية تجميد البويضات وكيف تتم؟
وأوضح أن تجميد البويضات طبياً هو تحريض إباضة، وسحب بيوض عن طريق البطن للفتيات العازبات، ثم تجميدها بمادة النيتروجين التي تحفظها لسنوات طويلة من دون الحاجة لعمل جراحي كبير، فقط إبرة تحت التوجيه بالإيكو، ثم فك التجميد، متى رغبت الفتاة باستخدامها بعد زواجها، ليتم خلالها تلقيحها مع نطاف الزوج.
وختم أن الأمر يتم بعقد معتمد من قبل محام يتضمن موافقة الفتاة على سحب بيوضها بناء على رغبتها، حيث تصل كلفة العملية بمجملها إلى أربعة ملايين ليرة سورية، إضافة إلى رسوم سنوية يترتب عليها دفعها تتراوح بين 15 و20 ألف ليرة مقابل الحفاظ على البيوض إلى حين استخدامها.
ارتفاع نسبة عزوف الشباب عن الزواج في سوريا
وكانت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة النظام سلوى عبد اللـه قالت إن نسبة عزوف الشباب عن الزواج ارتفعت بشكل كبير في مناطق سيطرة النظام، نتيجة لظروف الحرب وبسبب الأزمة الاقتصادية وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى ازدياد هذه الحالات.
وفي وقت سابق، قالت صحيفة “البعث” إن نسبة العنوسة في سوريا وصلت إلى حدود 70 في المئة، مشيرة إلى أن أخطر ما في الأمر هو تدني نسبة الولادات إذا ما استمر الشباب بمقاطعة الزواج، ومستقبلاً وبالنتيجة سيحدث الخلل في نسب اليافعين والشباب الذين كانوا علامة فارقة في المجتمع السوري.
الزواج في سوريا
وأثر الواقع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه الشبان في مناطق سيطرة النظام على تأخرهم في سن الزواج، حيث تقف المهور المرتفعة عائقاً في وجه كثير من الشباب السوريين المقبلين على الزواج نتيجة ﺳﻮء اﻷﺣﻮال اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، وخسارة معظم الشباب لفرصهم في الدراسة والعمل، فأصبح الراغب بالزواج مضطراً إلى الاستدانة أو السفر لتأمين مهر عروسه، أو التخلي عن هذا الحلم بشكل نهائي بعد عجزه عن تأمين تكاليف الخطبة والعرس وتجهيز المنزل.
المصدر: تلفزيون سوريا