نشرت عصابة خطف في محافظة درعا جنوب سوريا، مقطع فيديو يظهر طفلاً مختطفاً يتعرض للضرب والتعذيب، بهدف الضغط على ذويه لدفع فدية مقابل إطلاق سراحه.
ويظهر مقطع الفيديو أحد أعضاء العصابة يقوم بجلد الطفل فواز محمد القطيفان، البالغ من العمر 6 أعوام، بحزام جلدي وهو شبه عارٍ ويبكي ويتوسل أن يتوقفوا عن ضربه، بهدف إجبار عائلته على دفع مبلغ 500 مليون ليرة سورية مقابل إعادته، وفق ما نقل موقع “تجمع أحرار حوران“.
ووفق التجمع، فإن عملية الخطف نفّذها ملثمان، كانا يستقلان دراجة نارية في بلدة إبطع، أثناء ذهاب الطفل إلى المدرسة، مشيراً إلى أن العائلة استلمت عدة مقاطع فيديو أرسلها الخاطفون في أوقات مختلفة، تُظهر الطفل وهو يناشد ذويه.
وأمس الخميس، أطلق ناشطون في محافظة درعا هاشتاغ حمل عنوان #أنقذوا_ الطفل_فواز_ القطيفان، للمساهمة في البحث عن الطفل وإعادة إلى ذويه.
وكانت عائلة الطفل أطلقت نداءً إنسانياً لأهالي محافظة درعا ومغتربيها، في 19 من كانون الأول الماضي، من أجل المساعدة في جمع مبلغ الفدية الذي طالبت به العصابة مقابل إعادة طفلهم المختطف منذ 2 من تشرين الثاني الماضي.
حوادث خطف سابقة لأطفال في درعا
وكانت اختطفت الطفلة سلام الخلف، ذات العشر سنوات، في أثناء عودتها من مدرستها في بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي عام 2020، ورغم مناشدات ذويها وعرضهم دفع مبلغ 20 مليون ليرة سورية لمن يدلي بمعلومة عن مصيرها، فإنهم لم يتمكنوا من الوصول إليها.
ولم تكن الطفلة سلام هي الوحيدة التي هزّ اختفاؤها أهالي درعا خلال الفترة الماضية، إذ سبق اختفاءها، في تشرين الثاني 2019، اختفاء الطفل ميار علاء الحمادي، البالغ من العمر ست سنوات، بظروف مشابهة.
وميّز مكتب “توثيق الشهداء والمعتقلين في درعا”، بين الخطف والاختفاء، وقال إن مصطلح الخطف “يطلق على المختفي الذي يُعرف مصيره، والجهة الخاطفة له، وأهدافها من وراء خطفه”.
أما الحالات المجهولة التي لا يُطلب فيها فدية، فيمكن أن يطلق عليها مصطلح “اختفاء”، كحال الطفلة سلام والطفل ميار لمجهولية مصيرهم، وفق ما نقله موقع عنب بلدي عن المكتب.
ونفى المكتب تزايد ظاهرة الخطف في العامين الماضيين، مشيرًا إلى أنها كانت موجودة قبل سيطرة النظام على المنطقة، في تموز من عام 2018، ولكن “التركيز الإعلامي أصبح أكبر عليها بعد سيطرة النظام”.
وباتت ظاهرة خطف الأطفال ظاهرة مقلقة في عموم سوريا، حيث يلجأ إليها الخاطفون، والذين يتمتعون بغطاء أمني، بهدف الثراء السريع أو التجارة بالأعضاء البشرية.
اقرأ أيضاً درعا مدينة أشباح ليلاً .. والشباب يهجرونها إلى لبنان
وتشهد درعا عمليات وخطف وسرقة وسطو مسلّح، في ظل فلتانٍ أمني تعيشه المحافظة منذ سيطرة النظام عليها بدعم روسي وإيراني، ويوجّه ناشطون أصابع الاتهام إلى أجهزة أمن النظام وميليشياته بالوقوف وراءها.