بدأت أمس الأربعاء، الجلسة الأولى لمحاكمة الطبيب السوري علاء موسى في محكمة فرانكفورت الإقليمية العليا غرب ألمانيا.
وذكرت وكالة “رويترز”، أن الجلسة الافتتاحية، بدأت بتلاوة المدعية العامة للائحة الاتهام، وهي تضم 18 تهمة، من بينها عمليات تعذيب وقتل سجينين.
كما سردت خلفية عمليات القمع التي بدأت في سوريا مع اندلاع الثورة السورية، وكيف كان النظام السوري يستخدم المخابرات لاعتقال وتعذيب المعارضين، وكيف تحولت السجون إلى معتقلات تعذيب.
رد علاء موسى على لائحة الاتهام
وسألت المحكمة المتهم إذا ما أراد أن يتحدث، فردَّ بالإيجاب. وأصر موسى على الحديث باللغة الألمانية وليست العربية، وسرد سيرته الذاتية، وقال بأنه “طبيب مدني” ولم يحمل يوماً رتبة عسكرية.
وذكر كذلك أنه يتبع “الأقلية المسيحية” في سوريا، مكرراً ذلك أكثر من مرة. ولم يأتِ على ذكر التهم الموجهة إليه، ولم يكشف كذلك عن الدفاع الذي سيعتمده.
وقد رفضت المحكمة أمس إخلاء سبيل موسى، وقررت تمديد الحبس الاحتياطي بحجة إمكانية هربه؛ خصوصاً أنها تمتلك أدلة على أنه قد يكون خطط لذلك مع السفارة السورية، إضافة لإرسال تهديدات لعائلات الشهود.
تهديدات للشهود
وقال رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، المحامي أنور البني، إن موسى دخل قاعة المحكمة في الجلسة الافتتاحية، بصبحة 3 محامين: ألمانيين وسوري، مشيراً إلى أن المحامي السوري “مكلَّف من السفارة السورية في برلين، على الأرجح، للدفاع عن موسى”.
وعبَّر البني عن خشيته من “ترهيب مزيد من الشهود”؛ لكنه بدا واثقاً من أن المحاكمة لن تتأثر بذلك، مشيراً إلى أن التهديدات التي يرسلها النظام للشهود يمكنها أن تستخدم ضد موسى في المحاكمة.
ووصف البني في حديث لجريدة “الشرق الأوسط” مداخلة موسى بأنها “محاولة لاستدرار العطف” من المسيحيين والألمان.
وبعد 3 ساعات من انطلاق الجلسة الأولى، تأجلت إلى يوم الثلاثاء المقبل؛ حيث سيتم بدء الاستماع للشهود الذين جمعهم الادعاء العام.
إلى ذلك، نقلت “رويترز” عن المستشارة القانونية في “المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان” (ECCHR)، أنطونيا كلاين، قولها، إن العنف الجنسي كجريمة ضد الإنسانية سيلعب دورًا مهمًا في المحاكمة.
وقبيل انطلاق الجلسة، قالت المدعية العامة إن هذه المحاكمة “تؤكد التزام ألمانيا بمبدأ العدالة الدولية”؛ مضيفة أنها “إشارة مهمة في المعركة ضد الإفلات من العقاب في جرائم ضد المدنيين يرتكبها أفراد تابعون للنظام”.