أشارت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إلى إن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية رئيسة لقوات التحالف الدولي و”قوات سورية الديمقراطية”، استناداً إلى أبحاث أجريت في شمال شرق سورية وتحليل صور الأقمار الصناعية.
وقال نديم حوري مدير برنامج مكافحة الإرهاب في المنظمة أمس الجمعة، إن “مغادرة المدنيين الباغوز تبعث على الارتياح، لكن لا ينبغي أن يحجب ذلك حقيقة أن هذه المعركة شُنّت دون اعتبار كافٍ لسلامتهم. مجرد احتمال كونهم عائلات أعضاء داعش أو متعاطفين معهم لا يعني حرمانهم من الحماية التي يستحقونها”. وأضاف “في الجو، نرى التحالف الدولي يسخّر موارد هائلة لهزيمة داعش، لكن على الأرض، لم يبذل سوى القليل لحماية الأطفال وغيرهم من المدنيين المحاصرين في هجماته”.
وأكدت هيومن رايتس ووتش مقابلتها مايتجاوز 20 شخصاً فروا من منطقة خاضعة لتنظيم “داعش” في الأسابيع الأخيرة. وكشف تحليل لصور الأقمار الصناعية دمار معظم المباني في الباغوز على مدار شهر بين 19 من كانون الثاني و20 من شباط، في الوقت الذي كانت أعداد كبيرة من المدنيين في المنطقة. وحدّدت هيومن المنظمة أكثر من 600 موقع رئيسي متضرر في الباغوز خلال هذه الفترة، بشكل يتفق مع تفجير ذخائر ذات قدرة تدميرية عالية كبيرة ملقاة عن طريق الجو.
وأوضحت المنظمة أن صور الأقمار الصناعية الملتقطة بين 26 من كانون الثاني و9 من شباط أظهرت عمليات دفن جماعي متواصلة (استعصى تحديد عددها) في قطعة أرض خالية قرب الطريق الرئيسي وسط الباغوز.
وطالبت “رايتس ووتش” التحالف الدولي اتخاذ جميع الاحتياطات المستطاعة في اختيار السبل ووسائل القتال من أجل تقليص الخسائر العارضة في أرواح المدنيين وإصابتهم والإضرار بالأعيان المدنية ، بما يشمل اختيار الأسلحة المستخدمة في المناطق كثيفة السكان .وقالت المنظمة إن على التحالف إجراء تحقيق شامل وسريع ومحايد في الضربات والقيام بكل ما يمكن لتفادي ضربات مماثلة، وتقديم التعويض أو العزاء للمتضررين من عمليات التحالف.