أكد حزب “القوات اللبنانية” الذي يتزعمه سمير جعجع , أنه مع عودة النازحين السوريين البارحة قبل اليوم قبل الغد , حسب تعبير بيان صادر عن الدائرة الإعلامية لحزب “القوات” ، واتهم البيان من يعملون على إبقاء النازحين في لبنان بإنه لتحقيق لمآربهم السياسية
وذكرّ البيان صادر عنها بأن , “مشكلة النازحين بدأت مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عندما كان حزب القوات خارج السلطة ، وعندما كانت حصة التيار الوطني الحر في حكومة ميقاتي 10 وزراء ، وبالتالي من يزايد اليوم في هذا الملف لاعتبارات شعبوية وأسدية كان بالحري به أن يعمل على تنظيم دخولهم ضمن مخيمات حدودية وليس بالشكل العشوائي الذي حصل ، وان يحد من هذا الدخول على غرار كل دول العالم ربطا بالقدرة الاستيعابية للبنان، ولذلك المسؤولية او الخطيئة الأولى في هذا الملف تقع على عاتق التيار الوطني الحر”
وأضاف الحزب في البيان : “العشوائية بالتعاطي في هذا الملف استمرت في حكومة الرئيس تمام سلام الذي كان للتيار الوطني الحر وحلفائه الحصة الأكبر داخلها ، وبالتالي من يتحمل مسؤولية هذه الفوضى التي نشهدها اليوم هو التيار الوطني الحر تحديداً . وعاد القوات اللبنانية إلى الحكومة للمرة الأولى بعد إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري في مطلع العام 2011 مع التسوية الرئاسية في العام 2016، فيما المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على الفريق الذي كان في السلطة ما بين عامي 2011 (بدء الحرب السورية) و2016”
وذكّرت الدائرة بان “القوات وضع خطة عملية لعودة النازحين قوامها عودة الفئة المؤيدة منهم للنظام فوراً، والضغط على المجتمع الدولي لإعادة الفئة المعارضة لهذا النظام عن طريق الأردن وتركيا الى مناطق سوريّة غير خاضعة لسلطة الأسد” , تابع البيان : “إذا كانت عودة النازحين مرتبطة بالنظام السوري فلماذا لم تتحقق عودتهم بعد؟ وما العائق الذي يحول من دون عودة النازحين إذا كان معبر عودتهم هو النظام السوري ؟ ولماذا كل المحاولات التي أجراها الأمن العام اللبناني لم تسفر سوى عن عودة بضعة مئات؟”
وأردفت : “معلوم ان حزب الله الذي خرج للدفاع عن النظام السوري لديه أوثق العلاقات مع هذا النظام، وبالتالي لماذا لم ينجح بإعادتهم إلى سورية حتى اليوم ، خصوصا انه كان بادر إلى تأليف لجان لتنظيم عودتهم ، ولكن لم نعد نسمع شيئا عن مصير هذه اللجان وما حققته؟ ومعلوم أيضا إن العلاقة بين رئيس الجمهورية والنظام السوري سالكة وهناك أحد الموفدين الذي يزور سورية أسبوعياً، وبالتالي لماذا لم ينجح بإعادتهم؟” , وقالت الدائرة أن “الحملة المبرمجة على القوات اللبنانية سببها وقوفه ضد عودة نفوذ الأسد، وضد التطبيع مع النظام السوري، وضد تعويم هذا النظام، وبالتالي موقف القوات الذي حال دون تحقيق هذه المآرب بالذات دفعهم إلى شن حملة تضليلية وانتقامية بفعل إفشال القوات عودة النفوذ الأسدي إلى لبنان”.
ونوه البيان على أن “عودة النازحين من مسؤولية الحكومة مجتمعة ، وهي مسؤولية وطنية، ومن غير المسموح استخدامها “كفزاعة”- ذريعة من اجل التطبيع مع نظام الأسد، ولذلك المطلوب الفصل التام ما بين عودة النازحين اليوم قبل الغد، وما بين الحرتقات السياسية لبعض القوى التي تنعكس سلباً على هذا الملف وعلى الاستقرار السياسي والانتظام المؤسساتي”.
وشددت الدائرة على أن “القوات اللبنانية مع عودة النازحين الفورية وضد كل هذا الافتراء والتضليل والكذب، ونأسف لبعض التصرفات غير المسؤولة والهادفة إلى تبدية مصلحة النظام السوري على المصلحة اللبنانية العليا وضرب الدستور وانتهاك سياسة النأي بالنفس” , وفي معرض الرد على البيان قال وزير الخارجية اللبناني ورئيس “التيار الوطني الحر”، جبران باسيل، “عام 2011 قالوا (القوات) إننا عنصريون وإن علينا أن نقيم مخيمات على الحدود، فلو حصل ذلك لكان لبنان اليوم مسيجاً بالمخيمات بدلًا من أن يكون مسيجًا بجيشه” , أضاف باسيل ، عبر “تويتر”، “قالوا إننا عنصريون واليوم يقولون إننا مع التطبيع مع سورية ، لكن نحن التيار الوطني الحر، ونرد عليهم بأن المرجلة كانت عندما كان السوري هنا وليس عندما عاد إلى سورية”.