وثّقت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، وفاة 204 أشخاص من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك جنوب دمشق بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية، وذلك خلال فترة حصاره من “النظام” بين عامي 2013 و2018.
وذكرت “المجموعة” في تقرير أمس الإثنين، أن النظام السوري، حارب أهالي مخيم اليرموك بسلاح التجويع، كما فعل في العديد من المناطق السورية، ولم يكتف بقصفه بالبراميل المتفجرة والمدافع والقذائف والصواريخ.
وبيّنت “المجموعة” أن النظام منع الأهالي من الخروج أو الدخول إلى المخيم عبر المداخل الرئيسية للمخيم، كما أنه قطع المياه والكهرباء في 8 أيلول 2014، ومنع إدخال المواد الغذائية والطبية وغيرها.
وأوضحت أن المخيم يعد من أكثر المناطق تضرراً في سوريا بحصار قوات النظام له، في آب 2013، لافتةً إلى أن “الهلال الأحمر الفلسطيني” أعلن حينها أن مخيم اليرموك “منطقة منكوبة”، وطالب بإنهاء الحصار على الأهالي وإدخال الدواء والمعدات الطبية.
اقرأ أيضاً مخيم اليرموك بسبعة آلاف.. من يتذكر؟
إجبار على المغادرة وتسويفٌ بالعودة
وبحسب المجموعة الحقوقية المهتمة بأمور اللاجئين الفلسطينيين السوريين حول العالم، أُجبر ما يزيد عن 86% من أهالي مخيم “اليرموك” جنوب دمشق على مغادرته، بينما فضل 13% منهم الخروج بشكل طوعي، وفقًا لنتائج استبيان إلكتروني كانت قد أجرته.
ورغم سيطرة النظام على المخيم منذ عام 2018، إلا أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام مازالت تماطل في منح سكانه الموافقات الأمنية لعودتهم.
وكان نظام الأسد حدَّد الـ15 من شهر تشرين الثاني الماضي، موعداً نهائياً لمنع دخول الأهالي إلى المخيم، والبَدء بأعمال إزالة الأنقاض من الشوارع الرئيسية والفرعية تمهيداً لعودتهم، إلا أن الموافقات الأمنية لم تشمل سوى 500 طلب عودة فقط.
المخيم خلال السنوات الماضية
وشهد المخيم سابقًا معارك بين فصائل الجيش الحر وقوات النظام، وسط انقسام الفصائل الفلسطينية بين الجانبين، قبل سيطرة تنظيم “داعش” على ثلثي المخيم عام 2015.
تلا ذلك سيطرة قوات النظام بشكل كامل على منطقة الحجر الأسود المجاورة لمخيم اليرموك، في أيار 2018، بعد عملية عسكرية استمرت شهرًا، طُرد خلالها تنظيم “داعش” من المخيم، غداة اتفاق إجلاء غير رسمي، نُقل بموجبه عناصر التنظيم إلى بادية السويداء الشرقية.
ويعد مخيم اليرموك (8 كلم جنوب دمشق) من أكبر تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وتأسس عام 1957. وقُدر عدد سكانه عام 2010 بأكثر من 150 ألف نسمة، بينهم 112.550 لاجئاً مسجلاً لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.