نفت أنقرة ما ورد في بيان الممثل الخاص للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين لسوريا، ألكسندر لافرنتييف، بعد اجتماع أستانا 17 في العاصمة الكازخية، نورر سلطان، مؤخرًا، حول حديث ممثلي الجانب التركي في الجلسة عن مغادرة الجيش التركي لسوريا حين تسمح الفرصة الأولى بذلك.
ونقلت صحيفة “حرييت” التركية، أمس الجمعة، عن مصادر “لم تسمها”، الشروط التي تضعها أنقرة للانسحاب من الأراضي السورية، وتعتبرها واضحة ويجري إيصالها للمتحاورين في كل لقاء سوري.
ووفق المصادر، فإن بعض الجماعات أسهمت في نقل “رسائل شديدة الوضوح”، فيما يخص بيان روسيا بعد اجتماع أستانا 17، بما يُمكن تفسيره بشكل مختلف.
الشروط التركية
وتتمثل هذه الشروط في وضع دستور سوري جديد بالتوافق بين مكونات الشعب السوري بما يضمن حقوقها، وإقامة نظام انتخابي يمكن لجميع الفئات المشاركة فيه بحرية، وتشكيل حكومة شرعية بعد الانتخابات، إلى جانب قضاء هذه الحكومة على “التنظيمات الإرهابية” التي تستهدف وحدة أراضي تركيا على خط الحدود بين البلدين، ووضعها في إطار التنفيذ.
وبررت المصادر نفسها وجود القوات التركية في مناطق الخط الحدودي مع سوريا، بمواجهة “التنظيمات الإرهابية” التي تستهدف وحدة الأراضي التركية.
وأضافت أنه في حال استيفاء هذه الشروط الأربعة، فإن أنقرة ستعتبر أن أسباب وجود الجنود الأتراك على الأراضي السورية قد اختفت، مشيرة إلى أن الممثلين الأتراك قد سلّموا هذه الرسائل للمشاركين في اجتماع أستانا.
وفي تشرين الأول الماضي، أقرّ البرلمان التركي، الموافقة على المذكرة الرئاسية التي تمدد تفويض رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، بإرسال القوات التركية إلى سوريا والعراق لمدة عامين إضافيين.
وجاء في المذكرة أن “التنظيمات الإرهابية، التي تواصل وجودها في المناطق القريبة من الحدود السورية- التركية، مستمرة في أنشطتها ضد تركيا وأمنها القومي والمدنيين فيها”.
وتحدثت المذكرة الرئاسية عن “تواصل المخاطر والتهديدات التي تستهدف الأنشطة المتعلقة بإرساء الاستقرار والأمن ضمن إطار مسار أستانا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا”.
وأشارت إلى التصاعد المستمر للمخاطر والتهديدات المتعلقة بالأمن القومي، التي تترافق مع التطورات والصراع المستمر في المناطق المتاخمة للحدود المتاخمة البرية لتركيا.
سياسة تركيا تجاه الأزمة السورية
كانت صحيفة “ديلي صباح” التركية، تحدثت في مقال لها للكاتب برهان الدين دوران في 21 أيلول 2021، عن عدم وجود توجه تركي حالي في الصراع السوري حالياً نحو إسقاط النظام، بل الهدف تسهيل عودة اللاجئين السوريين بطريقة كريمة وقطع الطريق على أي وجود لـ (وحدات الحماية الكردية وpyd وpkk) في شمال سوريا.
وأوضح كل ما تفعله تركيا من إيجادٍ للمناطق الآمنة والوجود العسكري التركي في إدلب يخدم هذه الأغراض. وبهذه الطريقة منعت تركيا، النظام السوري وروسيا من شن حملة عسكرية كبيرة في شمال غرب سوريا، كانت لو حدثت ستؤدي لنزوح 4 أو 5 مليون سوري إلى أراضيها.