نشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالاً للكاتبة بينت شيلر، تحت عنوان “كيف وجد بشار الأسد طريقه للعودة إلى العالم رغم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والاستخدام المؤكد للأسلحة الكيمائية؟”.
وتساءلت الكاتبة بينت شيلر، في مقالها التحليلي، أمس الأربعاء، عن الأسباب الكامنة وراء إعادة عدد من الدول علاقاتها مع النظام السوري، في الوقت الذي يتوجب فيه المساءلة عن الجرائم ضد الإنسانية التي وقعت خلال سنوات الحرب الدموية.
كيف سوّق الأسد نفسه؟
واعتبرت أن الأسد، أوقع العالم في خيارين “إما أنا وبقاء نظامي في السلطة، أو استمرار حالة عدم الاستقرار ونمو تنظيم “داعش”.
كما تمكن من إقناع الفاعلين الدوليين أنه مهم في حكم البلد، وأن ما يمارسه من عنف وسيلة ضرورية للحفاظ على الدولة، وفق المجلة الأميركية.
كما استفاد من جهات فاعلة غير حكومية في كل من لبنان والعراق والأردن وتركيا، لكسب دعم دبلوماسي فيها لسياساته.
ما وراء التطبيع؟
وتتأمل بعض الدول في الاستفادة من الفرص التي يتيحها التدفق المحتمل لأموال إعادة الإعمار في سوريا، وهذا ما يجعل حمل تطبيع العلاقات مع النظام السوري “طابعًا نفعيًا”، وفقًا للكاتبة بينت شيلر.
فقد وجدت روسيا في دعمها لبشار الاسد فرصة لاستعادة مكانتها كقوة عظمى، بينما عملت دول استبدادية مثل إيران على دعمه لحماية نفوذها الإقليمي بالمنطقة.
ورأت الكاتبة أن “هناك تهاوناً من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا مايفسر التقارب الزاحف للدول العربية مع النظام السوري”.
وحذرت من أن “أي دبلوماسية تتكيف مع عناد الأسد ستسمح له بالمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان”، بما يُمثّل فرصة للحكام الديكتاتوريين الذين يتعلمون كيفية الإفلات من العقاب”.
ضرورات التحرك الأمريكي
كان المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، أكد قبل أيام، أن النزاع في سوريا، تحول إلى قطار مدمر، فانتصار النظام السوري، سيرسل رسالة إلى الحكام الديكتاتوريين حول العالم أن القتل الجماعي هو سلاح مهم للحفاظ على السلطة، كما وسيعطي صورة عن صعود داعميه في المنطقة وهما روسيا وإيران.
وتابع: “حتى لو قامت واشنطن بمحاولة غير ناجحة لحل الملف السوري، فإنها ستعزز الدعم الإقليمي للموقف الأمريكي بشكل يؤدي إلى استمرار الانسداد بطريقة تحرم إيران وروسيا من انتصار استراتيجي”.
واشنطن لن تُطبّع ولن تمنع المطبّعين
والشهر الماضي، أوضح مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى حتى كانون الثاني/يناير الماضي، والزميل في معهد واشنطن للشؤون الدولية حاليا، ديفيد شنكر أن “إدارة الرئيس جو بايدن قالت إنها لن تطبع العلاقات مع الأسد، لكن لم يعد يبدو أنها تثني الشركاء العرب عن القيام بذلك”.
وختم بالقول إن: “منعت سياسة الضغط التي بدأت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب،النظام السوري من تحقيق نصر كامل، لكن مع تحرك الدول العربية نحوه، سيصبح من الصعب بشكل متزايد الإبقاء على العقوبات المفروضة عليه”.