قال التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” إن مقاتلين من “قوات سورية الديمقراطية – قسد” يعملون بقيادة ميليشيات حزب العمال الكردستاني ويدعمهم التحالف في قتالهم لاستعادة آخر جيب يسيطر عليه التنظيم المتطرف في سورية يحققون تقدما ”بطيئا ومنظما“ , وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل شون رايان في رسالة بالبريد الإلكتروني ”العدو متحصن بالكامل ويواصل مقاتلو داعش شن هجمات مضادة“. وأضاف أنه ”من السابق لأوانه تحديد إطار زمني“ بشأن موعد نهاية العملية.
وقال رايان إنه حتى بعد السيطرة على قرية الباغوز سيتعين إجراء عمليات تطهير لإزالة الألغام والشراك الخداعية التي تركها التنظيم لقتل المدنيين ، مشيرا إلى أن عوائق عدة تعرقل تقدم “قوات سورية الديمقراطية” من ألغام وقناصة وأنفاق حفرها عناصر “داعش” في المنطقة , ويضاف إلى ذلك ، وجود أسرى من “قسد” لدى التنظيم المتطرف ، من جانبه نفى مدير المكتب الإعلامي لـ”قسد” مصطفى بالي الذي نفى لفرانس برس تقارير عن حصول عمليات إعدام بحقهم
وقرية الباغوز الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات على الحدود السورية مع العراق هي آخر معقل لـ”داعش” في منطقة عمليات التحالف , لكن التنظيم ما زال يسيطر على أرض في وسط سورية في منطقة صحراوية نائية خاضعة أيضا لسيطرة قوات الأسد , وفي الأراضي التي خسر التنظيم السيطرة عليها في سورية والعراق اختبأ أفراده لكنهم يشنون حرب عصابات تتسبب في وقوع خسائر في الأرواح
وتشن “قوات سورية الديمقراطية” ، التي تسيطر على نحو ربع البلاد ، القتال عبر حملة تدعمها الولايات المتحدة على “داعش” في الأغلب , وقال شاهد من رويترز يوم الاثنين إن أعمدة من الدخان الأبيض شوهدت بعد ضربات جوية نفذها التحالف بينما تحركت شاحنات مكدسة بالمدنيين الفارين على طول طريق ترابي إلى خارج الجيب , والقوة الجوية للتحالف شديدة الأهمية في تقدم “قوات سورية الديمقراطية” . وقد سوت هذه القوة أحياء كاملة في البلدات والمدن بالأرض في الحرب على التنظيم المتطرف رغم أنها تقول إنها تتوخى الحذر لتجنب استهداف المدنيين
وقالت مصادر محلية يوم الثلاثاء إن ما لا يقل عن 70 مدنيا سقطوا بين قتيل وجريح في ضربات جوية قالت إنها استهدفت مخيما للمدنيين في الباغوز بينما قُتل 16 مدنيا في ضربات خلال الليل , وقال رايان إن التحالف على علم بهذا التقرير ويدرسه , وأضاف ”سيواصل التحالف قصف أهداف داعش كلما كان ذلك ممكنا“ , وقال مصطفى بالي يوم الاثنين إن العديد من المدنيين ما زالوا داخل قرية الباغوز مما يجبر القوات على التوغل بحذر. وعبر عن اعتقاده أن ما بين 400 و600 مقاتل ربما لا يزالون متحصنين داخل الجيب , وأوضح بالي لفرانس برس أن “داعش اطلق هجوما معاكسا على قواتنا ونرد الآن بالصواريخ والغارات والاشتباك المباشر”
وبحسب التحالف الدولي الداعم للهجوم ضد التنظيم، تمكنت قسد من «تحرر نحو 99.5% من الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش” في سورية , وفي منطقة قاحلة قريبة من الباغوز، يجري الأكراد بشكل شبه يومي عملية فرز للأشخاص الفارين من الجيب الأخير، ويعملون على التدقيق في هويات الخارجين وأخذ بصماتهم وينقل المشتبه بانتمائهم للتنظيم إلى مراكز تحقيق خاصة. وهم يعتقلون مئات من المقاتلين الأجانب المنتمين لـ”داعش” , وأفادت بأن 600 شخص وصلوا الأحد إلى مكان سيطرة قسد، بينهم 20 مشتبها بانتمائهم لداعش وضمن هؤلاء امرأتان فرنسيتان و7 أتراك و3 أوكرانيين.
وتتوقع قوات سورية الديموقراطية أن يستمر هجومها الأخير أياما عدة، وأعلنت أمس الأول سيطرتها على 40 موقعا للتنظيم بعد اشتباك مباشر معهم بالسلاح الخفيف , وتحذر “قسد” من الخلايا النائمة المنتشرة للتنظيم المتطرف خصوصا في ريف دير الزور، حيث لا تزال تشن هجمات تستهدف بشكل أساسي مقاتلين من تلك القوات. ففي يناير، استهدف تفجير انتحاري رتلا أميركيا في ريف الحسكة الجنوبي، وأسفر عن مقتل 5 مقاتلين أكراد كانوا يرافقون الرتل. وسبقه تفجير انتحاري آخر استهدف دورية أميركية وسط مدينة منبج (شمال) مسفرا عن مقتل 4 أميركيين و5 مقاتلين من قسد و10 مدنيين.