وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، 228 حالة اعتقال تعسفي في سوريا من قبل جميع أطراف النزاع على الأرض، خلال تشرين الثاني الماضي، بينهم 18طفلاً و 2 سيدتان.
وقالت الشبكة في تقرير لها أمس الخميس، إن النظام اعتقل 136 شخصاً بينهم سيدة، في حين احتجزت “قوات سوريا الديمقراطية” 31 شخصاً بينهم 17طفلاً وامرأة، و المعارضة المسلحة 49 مدنياً، وهيئة “تحرير الشام” 15 مدنياً بينهم طفل.
الاعتقالات في مناطق النظام
وأوضح التقرير أن أكثر حالات الاعتقال كانت في حلب تلتها ريف دمشق ثم دمشق فإدلب، مشيراً إلى أن اعتقال الأشخاص جاء اعتقالهم على خلفية المشاركة في الحراك الشعبي، وضمن أي نشاط سواء كان سياسيا أو حقوقيا أو إعلاميا أو إغاثيا.
وأشار التقرير إلى أن الفروع الأمنية توجِه تهماً إلى الغالبية العظمى من المعتقلين وتنتزع منهم الاعترافات تحت الإكراه والترهيب والتعذيب.
ولفتت الشبكة عبر تقريرها إلى استمرار قوات النظام في ملاحقة واعتقال الأشخاص الذين أجروا تسوية لأوضاعهم الأمنية في المناطق التي سبق لها أن وقَّعت اتفاقات تسوية مع النظام، وتركَّزت هذه الاعتقالات في محافظتي ريف دمشق ودرعا.
وأضاف التقرير أن قوات النظام السوري شنت حملات اعتقال واحتجاز موسعة ضد اللاجئين العائدين إلى سوريا وذوي المعارضين وتركزت في دمشق وريف دمشق واللاذقية وحمص.
ورصد التقرير إخلاء النظام السوري سبيل ما لا يقل عن 68 شخصًا من أبناء محافظات ريف دمشق ودرعا، أُفرج عن57 منهم من مراكز الاحتجاز التابعة له في محافظة دمشق بمقتضى التسويات في حوران، و11 أُطلق سراحهم بعد انتهاء أحكامهم التعسفية.
الاعتقالات في شمال شرق سوريا
شهدت مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرق سوريا، حملات دهم واعتقال جماعية استهدفت بها مدنيين بذريعة محاربة خلايا تنظيم “داعش”.
وجرت بعض هذه الحملات بمساندة مروحيات تابعة لقوات التحالف الدولي، وفق تقرير الشبكة.
ورصد التقرير عمليات اعتقال نفذتها “قوات سوريا الديمقراطية” ضد مدنيين من عائلة واحدة بينهم نساء، وتركزت هذه الاعتقالات في محافظتي الحسكة ودير الزور.
ووثق اختطاف “قوات سوريا الديمقراطية” أطفالاً بهدف اقتيادهم إلى معسكرات التدريب والتجنيد التابعة لها وتجنيدهم قسرياً.
الاعتقالات في شمال غرب سوريا
وأحصت الشبكة في تقريرها عمليات احتجاز نفذتها هيئة “تحرير الشام” بحق مدنيين، تركزت في محافظة إدلب، حيث شملت ناشطين إعلاميين وسياسيين، ومعظم هذه العمليات حصلت على خلفية التعبير عن آرائهم التي تنتقد سياسة إدارة الهيئة لمناطق سيطرتها.
وبحسب التقرير نفذت المعارضة المسلحة عمليات احتجاز تعسفي وخطف لم تستثنِ النساء، معظمها حدث بشكل جماعي، استهدفت القادمين من مناطق سيطرة النظام، بالإضافة إلى حالات احتجاز جرت على خلفية عرقية، وتركزت في مناطق سيطرتها في حلب .
وطالبت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرها أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا بالتوقف فوراً عن عمليات الاعتقال التَّعسفي والإخفاء القسري، والكشف عن مصير جميع المعتقلين/ المحتجزين والمختفين قسرياً، والسماح لذويهم بزيارتهم، وتسليم جثث المعتقلين الذين قتلوا بسبب التعذيب إلى ذويهم.
اقرأ أيضاً تقرير يرصد حالات الاختفاء القسري والاعتقال في سوريا
وختم التقرير بالتأكيد على ضرورة تشكيل الأمم المتحدة والأطراف الضامنة لمحادثات أستانا لجنة خاصة حيادية لمراقبة حالات الإخفاء القسري، والتَّقدم في عملية الكشف عن مصير 102 ألف مختفٍ في سوريا، 85 % منهم لدى النظام.