أطلق فريق “منسقو استجابة سوريا” تحذيراً من شتاء قارس ينتظر النازحين شمال غرب سوريا ،في ظل الفقر والعوز الذي يعانون منه.
وذكر الفريق في بيان أمس الجمعة، أن 1.512.764 نازحاً سورياً معظمهم من النساء والأطفال يواجهون فصل الشتاء وسط الفقر والعوز في الخيام والمباني غير المكتملة التي يعيشون فيها، في ظل عجزهم عن توفير أبسط سبل التدفئة.
ولفت التقرير إلى أن الحاجة الماسة في الوقت الحالي للنازحين هو تحسين بيئة المأوى، منوها إلى أن العديد منهم اضطر إلى النزوح عدة مرات في ظل محدودية الأماكن التي يمكنهم العيش فيها.
وأشار الفريق إلى أن مخيمات النازحين تعاني من الاكتظاظ، حيث زادت أعداد المخيمات في مناطق شمال غرب سوريا خلال الفترة السابقة ووصل عددها إلى 1.489 مخيماً، موضحاً أنه من بين هذه المخيمات يوجد 452 مخيماً عشوائياً يقطن فيه 233.671 نازح سوري.
وأوضح التقرير أن جميع النازحين السوريين بحاجة ماسة إلى المساعدات التي تشمل الغذاء والمأوى والمياه والصرف الصحي والنظافة والتعليم.
وناشد الفريق في تقريره جميع الفعاليات العمل على مساعدة الأهالي في مناطق شمال غرب سوريا عبر زيادة المساعدات الإنسانية لمواجهة أزمة البرد والأمطار المقبلة وتأمين الاحتياجات الأساسية للنازحين.
ونوه إلى أن نسبة الفقر في شمال غرب سوريا وصلت إلى أكثر من 97% في المئة وأن هناك ارتفاعاً يومياً في أسعار المواد الغذائية وصل إلى 200% خلال الأشهر الماضية.
وتحدث التقرير، عن أن هناك عدداً كبيراً من الأطفال النازحين لا يتلقون التعليم، وذلك لأن المدارس لا تستوعب استقبال عدد كبير من الطلاب، أو لأن العائلات تضطر أن تُلحق أطفالها في سوق العمل لتأمين المواد الأساسية
الأمم المتحدة تحذر
والأربعاء الماضي، حذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، من شتاء قارس ينتظر السوريين في ظل استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية.
وفي إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، قال غريفيث، “سيواجه السوريون قريبًا شتاءً قارسًا آخر، فمع بدء درجات الحرارة في الانخفاض، سيؤدي هطول الأمطار والبرد والشتاء إلى تفاقم المصاعب التي يواجهها ملايين الأشخاص”.
وقال بهذا الصدد، “نحن بحاجة إلى حقنة عاجلة من المساعدات المنقذة للحياة، خاصة وأن السوريين يستعدون لفصل الشتاء”.
اقرأ أيضاً الأمم المتحدة: 4 أسباب تفرض زيادة الاحتياجات الإنسانية في سوريا
واحتلت سوريا المرتبة الثالثة ضمن قائمة الدول الأكثر هشاشة عالميًا لعام 2021، بحسب التصنيف السنوي للمنظمة الأمريكية غير الحكومية “The Fund For Peace”.
وجاءت اليمن في المرتبة الأولى في القائمة تلتها الصومال وسوريا ثالثًا ضمن التصنيف الذي يستند إلى الضغوطات التي تشهدها دول العالم على الصعيد الاقتصادي، والاجتماعي، والصحي، والأمني.
وتعرّف المنظمة تصنيف مؤشر الدول الهشة (FSI)، على أنه أداة مهمة في تسليط الضوء على الضغوط التي تواجهها جميع الدول، وقدرتها على التعامل مع هذه الضغوط.
يذكر أنه في كل فصل شتاء من كل عام يعاني ساكنو المخيمات في الشمال السوري من الأحوال الجوية السيئة (أمطار وثلوج وسيول وفيضانات)، وسط مناشدات مستمرة للمنظمات الإنسانية والمجالس المحلية لـ تخفيف المعاناة وتوفير الأدوية ووسائل التدفئة.