يشكو سكان مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” من عمليات تجنيد الأطفال شمال شرق سوريا، والتي تتم عبر جذبهم إلى التطوع مستغلين فقرهم وعدم استقرارهم الأمني والاجتماعي، وإجبارهم أو إجبار ذويهم على القبول بالالتحاق بتلك الفصائل عبر عمليات الخطف.
وقال مصدر محلي لموقع “العربي الجديد”، إن “قوات سوريا الديمقراطية”، تستغل المناطق الفقيرة من بلدات أو أحياء فقيرة، حيث يتم خطف اليافعين واليافعات وزجهم في التشكيلات العسكرية.
وقد خطفت “قوات سوريا الديمقراطية”، سابقاً العديد من اليافعين واليافعات، منهم من عرف وأثار ضجة مثل روان عليكو، ومنهم من لم يسمع بهم أحد، ونقلوا إلى معسكرات خاصة تابعة لها ثم إلى معسكرات حزب العمال الكردستاني في قنديل.
مناهج مؤدلجة وآثار مدمرة
وأضاف: “سعت الإدارة الذاتية عبر المناهج المؤدلجة إلى تكريس مفاهيم الدم والسلاح والعسكرة بين اليافعين واليافعات، لدفعهم إلى قبول التجنيد، كحال العديد من النشاطات الفنية والثقافية والرياضية لاستهدافهم وخطفهم لصالح معسكراتهم، بهدف استغلالهم ليكونوا وقوداً للحرب”.
وشدد المصدر على أن “انعكاسات تجنيد اليافعين مدمرة لأجيال المنطقة، إذ يؤدي إلى حرمانهم من حق التعلم واختيار مستقبلهم، وبالتالي مستقبل البلد الذي يحدده ويبنيه أبناء البلد، الذين يتم وضعهم لخدمة أجندات خارجية لا تخدم المجتمع أو البلد”.
أرقام صادمة للمجندين من الأطفال
وماتزال “قوات سوريا الديمقراطية” تواصل تجنيد الأطفال في أرقام صادمة، حيث جندت قرابة 412 طفلاً قاصراً دون الـ 18 عاماً، خلال عامي 2019 و2020، كما جندت 113 قاصراً، حتى نيسان العام الجاري 2021، وفق ماذكرت مصادر تلفزيون سوريا.
ويتزامن تجنيد “قوات سوريا الديمقراطية” للأطفال، مع “تسويقها إعلامياً” مسألة مكافحتها عمالة الأطفال وتسليم القاصرين – الذين كانوا يرغبون بالانضمام إليها – إلى ذويهم.
اقرأ أيضاً البنتاغون: “قسد” ماتزال تواصل تجنيد الأطفال قسراً في سوريا
وأشارت المصادر إلى وجود معسكرين لتجنيد الأطفال (ذكور وإناث) في صفوف “قوات سوريا الديمقراطية”، أحدهما في منطقة المالكية شمال شرقي الحسكة، والثاني في قرية “تل معروف” بمنطقة القامشلي.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، نشر في العام الماضي، أدلة جديدة حول استغلال “قوات سوريا الديمقراطية” للأطفال وتجنيدهم للقتال في صفوفها.
يشار إلى أن التقرير الثالث للأمم المتحدة حول حالة الأطفال والنزاع المسلح في سوريا، الصادر منتصف العام الجاري، والذي يغطي الفترة الواقعة بين الأول من تموز 2018 و30 حزيران 2020، يشير إلى تجنيد أو استخدام أكثر من 1400 طفل من قبل 25 طرفاً على الأقل من أطراف النزاع.