كشفت مصادر قانونية لبنانية، عن “أموراً خطيرة تجري خلف كواليس موقوفين سوريين معارضين للنظام السوري، بعد انتهاء مدة عقوبتهم المحددة في القضاء اللبناني”.
ووفق مانقل موقع “المدن” عن المحامي محمد صبلوح، يتم إحالة بعض هؤلاء إلى الأمن العام اللبناني، الذي بدأ يصدر قرارات ترحيل بحقهم من دون إذن قضائي، ويسلمهم للنظام السوري.
قرارات ترحيل
ولفت صبلوح إلى أن موكل أحد محامي مكتبه، سيتم ترحيله السبت صباحاً بعد انتهاء مدة سجنه في لبنان. وهو الموقوف ميسر العزاوي، ومن المرتقب ترحيل شقيقه بعد أيام، وتسليمه للنظام السوري.
ولجأ ميسر العزاوي إلى لبنان خوفًا من الحرب و”إجرام نظام الكيماوي”، و دخل الأراضي اللبنانية خلسة عام 2017.
وجرى اتهامه بالتزوير والانتماء لعصابات إرهابية، فاعتقل عام 2019 من مكان عمله في الضاحية، وبقي ثلاث سنوات بالسجن بتهمة الانتماء لمنظمات إرهابية بقرار من المحكمة العسكرية.
و اتصل العزاوي الجمعة بمحاميه وهو يبكي خوفًا، طالبًا فعل أي شيء لمنع ترحيله من لبنان، علمًا أن قرار الترحيل لا يجوز قانونيًا إلا بإذن قضائي.
وتفيد المعلومات التي كشف عنها موقع “المدن”، أن أحد المساجين السوريين في رومية، من آل الهواش، تأكد خبر تسليمه للنظام من قبل عائلته.
وعادة، حين تنتهي محكومية اللاجئين السوريين بالسجن، يجري تحويلهم إلى الأمن العام، لتثبيت أوراقهم القانونية، ثم الحصول على ورقة خضراء للبقاء في لبنان.
ويعتبر صبلوح أن هذا التطور يشكل مخالفة خطيرة في تنفيذ اتفاقية مناهضة التعذيب المادة الثالثة منها، ويعرض حياة الموقوفين للموت أو التعذيب على يد النظام السوري، مقابل تعرض لبنان للمساءلة الدولية.
ودعا منظمات حقوق الانسان المحلية والدولية إلى التحرك السريع، والضغط على المسؤولين اللبنانيين لإيقاف مثل هذه الانتهاكات.
ويذكر صبلوح لـ”المدن”، أنه حتى قضية اللاجئين الستة لم تنته بعد، وأن قرار الإفراج عنهم إثر عملية خطفهم في محيط السفارة السورية في بيروت، لم ينفذ بعد! ويتذرع الأمن العام بـ”الروتين الإداري”.
اقرأ أيضاً ” رايتس ووتش”: إجراءات “تمييزية” بحق اللاجئين السوريين في لبنان
ترحيل اللاجئين في لبنان
وبدأ لبنان بترحيل اللاجئين السوريين من أراضيه بناءً على قرار اتخذه المجلس اللبناني الأعلى للدفاع في 13 من أيار من عام 2019، في خطوة تندّد بها منظمات حقوقية دولية بارزة.
وتطالب بيروت بشكل دائم ومستمر المجتمع الدولي بإعادة اللاجئين السوريين في لبنان إلى سوريا، خاصة مع تراجع حدّة المعارك وسيطرة جيش النظام السوري على نحو ثلثي مساحة البلاد.
ويعيش حوالي 851 ألف سوري في لبنان، مسجلون في لدى مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة، بينما تقول الحكومة إن أعدادهم فاقت مليون و800 ألف لاجئ سوري.