عرضت تقارير صحفية بريطانية، جانبا من سياسات الابتزاز التي يتبعها النظام السوري، مستغلا مخاوف السوريين و تهربهم من الخدمة العسكرية في جيشه، كمصدر مالي يدعم خزينته.
ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقارير لمشروع “رصد الجريمة المنظمة والفساد” و”مؤسسة سراج”، وثّقت حالات كهذه يتعرض لها عدد كبير من الشبان السوريين.
تحدث التقرير عن أن نظام الأسد، الذي يعاني من أزمة مالية، يستخدم اللاجئين الفارين من البلاد، كمصدر دخل مالي كبير، مقابل إعفائهم من التجنيد العسكري، حيث يواجه من لا يدفعون خطر الاستيلاء على أصول عائلاتهم في سوريا.
الأسد حوّل مخاوف السوريين إلى مصدر مالي
وتصاعدت الضغوط على المكلفين بالخدمة الإلزامية الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و42 عاماً، وارتفعت المخاوف اندهمعندهم منذ شباط الماضي، عندما أعلنت مديرية التجنيد العامة في جيش النظام عن لائحة جديدة تسمح للسلطات بمصادرة ممتلكات المتهربين من الخدمة وعائلاتهم.
وتمكن النظام السوري من استخدام هذه المخاوف وتحويلها إلى مصدر مالي، وحصد عملة صعبة من مليون سوري تقريباً أقاموا في أوروبا، بهدف مساعدة ميزانيته الضعيفة، بعدما قطعت العقوبات الأميركية سوريا عن النظام المصرفي العالمي العام الماضي.
وتحولت السفارات السورية التي كانت تتعامل في السابق مع أوراق الإعفاء من الخدمة العسكرية، للقيام بمهمة جمع الأموال.
وقال باحثان ومسؤول في المطار ودبلوماسيان سابقان تحدثوا لمشروع “رصد الجريمة المنظمة والفساد”، إنهم يعتقدان أن الأموال تصل إلى سوريا من خلال الحقائب الدبلوماسية، في حين تعتبر خطوة كهذه انتهاكاً لميثاق “فيينا 1961” بشأن العلاقات الدبلوماسية، والذي ينص على أن الرزم التي تحتوي عليها الحقائب الدبلوماسية قد تحتوي على الوثائق الدبلوماسية أو مواد من أجل الاستخدام الرسمي، وليس أموالاً.
ووفق التقرير، أظهرت وثائق حكومية وبيانات المسؤولين، أن رئيس النظام، بشار الأسد، رأى في السياسة مصدراً مهماً للدخل، وهو ما يكشف عن المدى الذي ذهب إليه النظام للحصول على المال.
إيرادات سفارة النظام في السويد قد تصل إلى 400 ألف دولار يومياً
وأشار التقرير إلى ثلاث زيارات قام بها فريق إعداده إلى السفارة السورية في ستوكهولم، بين حزيران وآب الماضيين، وأحصوا ما معدله عشرة متقدمين يومياً لطلبات الإعفاء من الخدمة العسكرية الإلزامية.
وقال موظف في السفارة، تحدث إلى صحفي متخف، إنه لا يعرف عدد المتقدمين بطلبات الإعفاء من الخدمة العسكرية، ولكن هناك زيادة ملحوظة منذ بداية العام 2021، والتي ردها إلى إعلان الحكومة في شباط الماضي عن تعديلات قانون خدمة العلم.
وأوضح المصدر أنه “في بعض الأيام يحضر 10 إلينا، وفي أيام أخرى يصل العدد إلى 50″، وأشار التقرير إلى أنه “لو كان هذا الرقم دقيقاً، فإن السفارة كانت تحصل على 400 ألف دولار في بعض الأيام”.
اقرأ أيضاً هكذا تستغل أسماء الأسد الأعمال الخيرية للتوغل اقتصادياً وسياسياً
جواز السفر السوري
يشار إلى أن جواز السفر السوري هو واحد من أغلى الجوازات في العالم للحصول عليه من الخارج، ويكلف الجواز الجديد 300 دولار في الأحوال العادية خلال 3 شهور، و800 دولار للحصول عليه بشكل سريع خلال أسبوعين.
ويتوقع زيادة الموارد من رسوم الإعفاء العسكري في العام 2021 إلى 240 مليار ليرة سورية، أي بنحو زيادة 70 مليار ليرة سورية عن العام 2020، حسبما ورد من أرقام نشرت في الجريدة الرسمية، وتمثل هذه الموارد نسبة 3.2% من موارد الميزانية لهذا العام، أي بزيادة نسبة 1.75 % عن العام 2020.
وبحسب مؤشر “هينلي باس بورت” (henleypassport) لتصنيف ترتيب جوازات السفر عالميًا، فإن جواز السفر السوري يقع في الترتيب الأخير بقائمة الجوازات التي تسمح لحامليها بالوصول إلى وجهات دون تأشيرة مسبقة (فيزا).
ولا يستطيع السوري الدخول سوى إلى 29 دولة فقط من دون تأشيرة، بينما تتطلب بقية الدول الحصول على “فيزا” لدخولها.