أعلنت أسرة فيلم “BRINGING ASSAD TO JUSTICE” (تقديم الأسد للعدالة)، أن العرض الأول للفيلم سيكون في 5 من تشرين الأول المقبل في العاصمة الألمانية برلين.
ويسعى الفيلم التسجيلي إلى توثيق الجرائم المرتكبة في سوريا خلال السنوات العشر الماضية، ويحمّل نظام الأسد مسؤوليتها.
ولم يتوقف الفيلم عند توثيق الأدلة التي تدين الأسد وحسب، بل وثّق الطريقة التي حاول الأسد وحليفه الروسي من خلالها تشويه الأدلة، وتحويل الضحايا إلى جناة.
وقال مخرج الفيلم رونان تينان، لعنب بلدي، إن العمل استغرق قرابة ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أن واحدة من أبرز الصعوبات التي واجهها كان خوف الكثير من ضحايا النظام من الظهور على الشاشات.
وفي الحديث عن المصادر التي اعتمد عليها الفيلم، قال تينان، إن الفيلم اعتمد على منظمات حقوق الإنسان المستقلة، وهيئات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والمحامين الدوليين المتخصصين في رفع القضايا ضد الأنظمة الضالعة في جرائم ضد الإنسانية.
كما اعتمد تينان والقائمون على العمل بشكل أساسي على ضحايا جرائم النظام، والأشخاص الذين يسعون بشكل مستمر لتحقيق العدالة والمساءلة، لنقل الحقيقة كاملة.
ورغم أن الأسد المسؤول الأول عن كل الجرائم في سوريا، فمحاسبة جميع مرتكبي جرائم الحرب هي جزء أساسي من العدالة التي يسعون لتحقيقها، وفق ما قاله تينان لعنب بلدي.
وفي حديث لعنب بلدي، قال أحد المشاركين بالعمل ومدير مبادرة “تعافي” المختصة بدعم الناجين والناجيات من الاعتقال، أحمد حلمي، إن المناخ الدولي في الوقت الحالي لا يسمح بمحاسبة المجرمين، موضحًا أن المجرمين ما زالوا بمراكز القوة، والدول الداعمة لهم مستمرة بدعمهم.
وأضاف حلمي أن محاسبة النظام وجميع مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا مرتبطة بالمزاج السياسي الدولي، لا بالواقع العسكري.
وأكد حلمي أهمية كل الجهود التي تسعى لتوثيق جرائم الأسد، ونقل الحقيقة للعالم، مشيرًا إلى أن الأفلام من أنجح الأدوات للتأثير على العامة والرأي العام العالمي كما حدث مع عدة افلام وثائقية سابقة على رأسها “إلى سما”.
اقرأ أيضاً عودة الأمم المتحدة لتوثيق الضحايا السوريين بعد غياب لسبع سنوات
وحول الجمع بين جريمة الكيماوي وجرائم “قيصر”، أوضح حلمي أن الجمع بين ملف الكيماوي وملف التعذيب في سوريا المشار إليه بملف “قيصر” لا يعني مساواة بحجم الانتهاك أو بحجم الإدانة.
و”تقديم الأسد للعدالة” ليس العمل الأول للمخرج تينان، إذا قدم في 2018 الفيلم الوثائقي “The Impossible Revolution”.
وعمل الفيلم على توثيق أبرز الأحداث في سوريا منذ بداية حكم حافظ الأسد حتى سقوط حلب في عام 2016.
وجرت خلال السنوات الماضية محاولات لتوثيق جرائم النظام، وعكس الواقع السوري من خلال العديد من الأفلام، أبرزها فيلما “إلى سما” و”الكهف”.
ورُشّح الفيلمان لجائزة “الأوسكار” للدورة الـ”92″، في حين حصل فيلم “إلى سما” على 53 جائزة منذ إطلاقه في عام 2019.
المصدر: عنب بلدي