تسود حالة من الرفض الشعبي لخارطة الحل الروسية بدرعا، والتي قدمها الروس إلى اللجنة المركزية في المدينة لدراستها، في ظل استمرار القصف المتقطع، والذي ترافق مع مداهمات في ريف المحافظة نفذتها قوات النظام.
وأصدرت مجموعات معارضة في مدينة درعا وريفها بيانًا، الأحد، ندّدت بتصريحات الناطق الرسمي لـ”اللجنة المركزية”، التي أفصح خلالها عن بنود أرسلها الروس للجنة لـ”خارطة الطريق”.
وأكد المشاركون في البيان الذي حمل اسم “ثوار حوران” (وهو تكتّل مكوّن من مجموعات ثورية وعشائرية في مناطق مختلفة من المحافظة)، أنهم لن يسمحوا بأي شكل من الأشكال تمرير أي اتفاقات تسليم واستسلام يكون الخاسر فيها أبناء حوران.
لا حلول مع استمرار الحصار
واعتبر البيان أن استمرار لجان التفاوض بهذا النهج التفاوضي يجعلهم يفقدون ثقتهم باللجان، وأن الميليشيات الإيرانية لا تزال تحاصر أحياء مدينة درعا ولا حلول بوجودها على أطراف المدينة، معتبرين أن قوات النظام توافدت إلى درعا لـ”أخذ الثأر من حوران”.
وأذاعت في ساعات متأخرة من مساء الأحد الماضي مآذن مدينة درعا البلد، تهديدات لمن ينوي تسليم سلاحه أو الموافقة على بنود الاتفاقية الجديدة التي طرحتها روسيا كحل لإنهاء حصار قوات النظام لمدينة درعا البلد.
وكان الوفد الروسي في درعا البلد طرح، مساء الأحد الماضي، على لجان المفاوضات “خارطة طريق”، فيما يخص منطقة درعا البلد.
وتضمنت “الخارطة” إجراءات العمل مع قوات النظام السوري وأجهزته الأمنية والإجراءات التي ستُتخذ بحق قوات المعارضة المحلية، والتي تضمنت إخراجهم إلى الشمال السوري وتسليمهم أسلحتهم.
اقىا أيضاً قيد الدراسة.. الكشف عن بنود خارطة الطريق الروسية في درعا
قصف ومداهمات
في الأثناء، عاودت قوات النظام استهداف أحياء درعا البلد بقذائف الدبابات والمضادات الأرضية، من دون تسجيل أي إصابات بشرية.
كذلك قصفت قوات النظام بقذائف الهاون بلدة صيدا شرقي درعا، من مواقعها في “الكتيبة المهجورة”، دون تسجيل إصابات.
وتحدث موقع “تجمع أحرار حوران” المحلي، عن أن مجموعات تابعة لفرع أمن الدولة داهمت “منازل محددة” في مدينة الحارة، وذلك بعد توجيه تهمة لمالكيها بتنفيذ هجمات ضد مواقع عسكرية داخل وبالقرب من المدينة.
ولفت المصدر إلى أن الشبان استطاعوا الفرار خارج المدينة، هرباً من الملاحقات الأمنية وخوفاً من الاعتقال نتيجة “التهمة الكيدية” الموجهة لهم.
وتشن قوات النظام السوري منذ 28 من تموز الماضي حملة عسكرية، بهدف السيطرة على منطقة درعا البلد المحاصرة، تضمنت قصفاً عنيفاً بالصواريخ والمدفعية الثقيلة، فضلاً عن محاولات اقتحام مستمرة لأحيائها، في ظل مقاومة مستمرة لأبناء المدينة.
و تمنع قوات النظام السوري منذ ذلك التاريخ، إدخال المواد الغذائية إلى أحياء درعا البلد، ما أدى إلى فقدان أصناف واسعة من الأغذية، وانقطاع الخبز ومياه الشرب والكهرباء.