كشف المستشار في الخارجية الروسية، رامي الشاعر، عن أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أرسل مبعوثاً إلى واشنطن، عارضا صفقة على الإدارة الأميركية مقابل ضمان استمراره في السلطة.
وقال الشاعر، إن الأسد أبلغ الإدارة الأميركية باستعداده للعمل والتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن جميع القضايا التي تخصّها في الشرق الأوسط، مقابل دعم بقاء النظام السوري على ما هو عليه.
وأضاف خلال لقاء مع تلفزيون سوريا، بأن هذه الصفقة التي يعرضها النظام لواشنطن ستكون بمثابة “قبلة الحياة مقابل تقديم 99% من كروت اللعب لأميركا، ومنحها القدرة على التحكم بالملف السوري بعيداً عن أي دور لروسيا أو لمجموعة دول مسار أستانا أو لأي من الجهود التي بذلت ولا زالت تبذل من أجل حل الأزمة السورية من قبل هذه الدول.
ولفت الشاعر إلى أن النظام يدرك أن التصعيد والتوتر العسكري في الجنوب السوري وبالقرب من الحدود الإسرائيلية يمكن أن يشعل حرباً كبيرة، سيكون ثمنها باهظاً، وتداعياتها مربكة.
ووفق الشاعر، يعرض النظام على واشنطن وإسرائيل لعب الدور الرئيسي للتحكم بهذه المنطقة، بإفشال كل الجهود الأخرى بما في ذلك الجهود الروسية وجهود مجموعة أستانا.
ورأى الشاعر أن “الإدارة الأمريكية لن تنجر إلى مغامرة عبثية كهذه، فهي تدرك منذ بداية الأزمة السورية أن أساس المشكلة السورية موضوعي، يتمثّل في رفض عامة الشعب السوري للنظام الحالي”.
وتابع:”بدأت واشنطن اليوم في إجراء لقاءات على مستوى المختصين في موسكو بهدف إيجاد أفضل السبل للتعاون في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، وتختلف هذه الإدارة عن سابقتها التي كانت تهدف إلى “إغراق روسيا في المستنقع السوري”.
اقرأ أيضاً حدود حضور ملف سوريا في قمة بايدن وبوتين وتأثيرها على مستقبلها
وختم الشاعر بالقول: “نحن نرى هذه الأيام تداعيات تغيير سياسات الولايات المتحدة الأميركية والانسحاب من أفغانستان والعراق”.
ويأتي هذا، في وقت تراوح سياسة واشنطن نحو سوريا مكانها، دون مؤشرات على استراتيجية واضحة بشأنها.