بدأ المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين والأشخاص عديمي الجنسية (الأوفبرا – ofpra) منذ نحو العامين بتغيير طرق تعامله مع طلبات اللجوء للسوريين.
ووصل منذ عام 2019 عشرات طالبي اللجوء السوريين إلى فرنسا عن طريق الحصول على تأشيرات لجوء من السفارات الفرنسية في دول الجوار السوري كلبنان والأردن وتركيا، بعد دراسة أمنية طويلة أخذت شهوراً لملفاتهم وملفات عائلاتهم.
وبالرغم من امتلاك السوريين لتلك التأشيرات، يصرّ مكتب حماية اللاجئين على رفض طلبات لجوئهم بحجج مختلفة لم تكن مطروحة قبل هذه الفترة.
إذ كان لطالب اللجوء السوري أولوية في الحصول على حق اللجوء السياسي لمدة 10 سنوات أو الحماية الإنسانية لمدة 4 سنوات على أقل تقدير.
حالات لرفض طلبات اللجوء
ريما أحمد طالبة لجوء من العاصمة دمشق، تؤكد لتلفزيون سوريا أن قرار رفضها كان بسبب قدومها من دمشق بعد عام 2019، إذ اعتبر المحقق الفرنسي دمشق ومحيطها مناطق آمنة خاضعة لسيطرة النظام ولم يقتنع بأن فيها أشخاصاً معارضين للنظام.
ولفتت الأحمد لوجود أخطاء كثيرة خلال المقابلة في عمليات الترجمة للمعلومات من قبل المترجمين، دون معرفة السوريين عموماً بتلك الأخطاء باعتبار أن معظمهم لا يتكلمون اللغة الفرنسية.
ويوضح برهان الحلبي طالب لجوء من ريف حلب الشرقي، جانباً آخر لأسباب الرفض وهو عدم اقتناع الموظفين الفرنسيين أن وجود شبان مطلوبين للخدمة العسكرية هي فكرة توجب منحهم حق اللجوء، فضلاً عن التشكيك بجنسية الشبان واعتبار جوازات سفرهم مزورة.
اقرا أيضاً سحرت ملايين الهولنديين بصوتها.. لاجئة سورية تواجه خطر الترحيل
أسباب الرفض
الناشطة في الحزب الشيوعي الفرنسي كريستيان غايري تعتقد أن مسألة منح مكتب حماية اللاجئين حق اللجوء لعشرات السوريين الواصلين مؤخراً هو أمر معقد للغاية ويخضع لعدة معايير جوهرية.
وتفند غايري لتلفزيون سوريا تلك المعايير بالقول: “المعيار الأول هو جيو سياسي.
فبالنسبة للحكومة الفرنسية الحرب انتهت والانتخابات سارت بشكل جيد وخريطة الحلفاء والأعداء تغيرت، وتم إعادة تصنيف سوريا كدولة آمنة.
وبالتالي انخفض استقبال القادمين منها وهناك رغبة بعدم استقبال المزيد، فضلاً عن عدم إمكانية فرنسا مخالفة الرغبة الإسرائيلية في بقاء بشار الأسد بالحكم”.
وتابعت:” لا يمكن إغفال مسألة وباء كورونا بطبيعة الحال كسبب مهم في إجراءات فرنسا الأخيرة”.
الخيارات المتاحة لطالب اللجوء السوري بعد قرار الرفض
بحسب المستشار القانوني في قضايا الهجرة باسم سالم: “الخيارات المتاحة إما التخلي عن طلب اللجوء والبحث عن أنواع إقامات أخرى (إقامة دراسية أو إقامة عمل أو إقامة صحية)،.
اقرأ أيضاً مصادر رسمية ومنظمات حقوقية فرنسية: تراجع عدد اللاجئين وتضاعف معاناتهم جراء أزمة كورونا
أو أن يُكمل بالاعتراض إلى محكمة اللجوء وهنا يجب أن يحصل الشخص على كل الإثباتات الرسمية، حتى لو اضطر لجلبها من سوريا.