سيريا برس _ أنباء سوريا
أحلام الرشيد : “أنا السورية النازحة التي خرجت من تحت الركام، وعملت في طين الخيام في الصيف والشتاء، لدعم طلاب المخيمات ومتابعة تعليمهم، وساعدت الفتيات على استكمال تعليمهم، فمهنة التعليم تسري في دمي”.
صٌنّفت مدرّسة اللغة العربيّة أحلام الرّشيد (45 عاماً) من بين أكثر 100 امرأة مؤثّرة على مستوى العالم، حسب تصنيفٍ نشرته “بي بي سي”، وجاء التصنيف عام 2017 بناءً على مسيرتها التعليمية المستمرة منذ أكثر من عشرين عاماً، بالإضافة الى أعمالٍ خيريّة تقوم بها.
لم تتوقف أحلام عن ممارسة مهنة التعليم بعد نزوحها آواخر عام 2012 من بلدة حاس في مدينة معرة النعمان إلى مخيم قاح في بلدة أطمة على الحدود السورية التركية، واستمرّت بتدريس طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، ونقل عددٍ منهم من المخيم إلى مدينة إدلب، لأداء الامتحانات التي كانت تجري فقط وسط المدينة.
“بعض طلاب المخيم لم يكن معهم بطاقات امتحانية، عملت بمساعدة زملائي على استخراج البطاقات لهم، وإيصالهم إلى المراكز الامتحانية، وانتظرتهم حتى أنهوا امتحاناتهم، وعدنا أدرجنا إلى مخيم قاح”.
عملت أحلام مع العديد من المنظمات الإنسانية، من بينها “ميدكال” و “لجنة الإنقاذ الدولية” و “جلوبال كومينتي” ضمن مراكز حماية المرأة، والتوعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، كما أشرفت على تدريب الشبان والشابات في مجالات الحماية.
ويشيد رشيد النجار، زوج أحلام، بنشاطاتها النسوية والعملية ويقول: “خرجت أحلام أطباء ومهندسين طوال أكثر من عشرين عاماً، إضافةً إلى عملها في الجانب الإنساني والإغاثي وتوزيع الملابس على النازحين، وتفقد أحوال المهجرين في المناطق الحدودية بشكل دوري، ومساعدة العائلات التي فقدت معيلها”.
وسّعت أحلام دائرة أعمالها من تقديم الدّعم النفسي والدورات التعليمية، وافتتحت مركز الرشيد للبناء والتطوير، الذي خرج آلافاً من الشبان والشابات في المجالات المختلفة، وإقامة دورات محو الأمية للنساء، بالإضافة إلى تعليم النساء مهن يدوية يعملن بها لتلبية احتياجاتهن.
وتقول الرشيد: “المرأة رمز العطاء، تنجب وتربي الأجيال ومن حقها الحصول على التعليم وفرص العمل، لا عيب ولا عار في إثبات المرأة وجودها، ورسم مستقبلها من خلال اختياراتها في التعليم والزواج، ورفض العنف الممارس ضدها، فالمرأة تنجح عندما تؤمن بنفسها وعملها”.
ولفتت إلى تدهور الوضع الاقتصادي في شمال سوريا، تزامناً مع انتشار فيروس كورونا، وافتقار المنطقة لوسائل الوقاية والحماية، وقالت: “نعمل على حملات توعية سواء كانت فيزيائية أو الكترونية لمواجهة انتشار الفيروس، واتباع الاجراءات الوقائية، وتوزيع ملصقات توعوية في المخيمات”.
وتابعت “كما قمت بخياطة 1500 كمامة ووزعتها على النساء غير القادرات على شراء الكمامات، في ظل تراجع القدرة الشرائية وعدم استطاعة توفير كمامات طبية”.
دعت أحلام الجهات المؤثرة في القضية السورية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي تفاقم الكارثة السورية، وضمان عودة النازحين، ومتابعة العملية التعليمية بمختلف مراحلها، إضافة إلى الإجراءات الحالية الواجب اتخاذها للحد من انتشار فيروس كورونا.
المصدر: روزنة