سيريا برس _ أنباء سوريا
حريق المنية : أضرم مجموعة شباب لبنانيون النار في مخيم للاجئين السوريين بمنطقة بحنين في المنية الليلة الماضية، بعد شجار اندلع بين أحد أفراد عائلة “آل المير” وعمال سوريين.
وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام“، أمس السبت، إن إشكالا حصل بين شخص من “آل المير” وبعض العمال السوريين العاملين في منطقة المنية، أدى الى تشابك بالأيدي انتهى بسقوط ثلاثة جرحى.
وأضافت أن عددًا من شبان العائلة اللبنانية أحرقوا عمدًا بعض خيام النازحين السوريين في المنية، ما دفع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي للتدخل، و حضرت سيارات الدفاع المدني وأخمدت الحريق.
وأفادت صفحة “أخبار طرابلس الشام” أن عنصريين من المنية عمدوا بعد إشكال فردي لحرق مخيم للنازحين السوريين وشردوا آلاف الأطفال والنساء.
ونقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن المتحدّث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، خالد كبّارة، أن الحريق امتد لكل مساكن المخيم المبنية من مواد بلاستيكية وخشبية، والتي تقيم فيها حوالى 75 أسرة سورية لاجئة.
وأشار كبارة إلى أنّ عددًا من هذه العائلات هربت من المخيم “بسبب الخوف الناجم عن أصوات شبيهة بالانفجارات ناتجة عن انفجار قوارير غاز”.
وزعم “موقع لبنان 24” أن خلاف بين شخص (سوري الجنسية) من جهة وأخوين من جهة أخرى، أحدهما عسكري في الجيش اللبناني، وقع خلاف بينهما على خلفية لعبة كرة قدم في محلة التبانة حيث أقدم السوري على تشطيب الأخوين بآلة حادة كان يملكها بحوزته، أصيبا بجروح طفيفة في اليدين. وأفادت مصادر ميدانية ان عدد خيم النازحين السوريين التي تم احراقها في منطقة المنية تبلغ اكثر من ١٠٠ خيم كانت تقطن فيها عائلات سورية.
وفي التفاصيل، قال محمد الدهيبي على صفحته في فيسبوك – وهو من المنية – ما جرى، حسب ماكتب: صار المشكل بمخيم رقم ٩ بمنطقة بحنين. تحاصرت الناس (اللاجئين السوريين) عالبوابة الرئيسية للمخيم. (إللي قامو بالحصار) مجموعة مسلحين، وحاصرو البوابة الخلفية (للمخيم) كمان. وقطعو شرطان الكهربا عن المخيم وتحول كل شي لظلام.
صرخ شخص وقلن: احرقو الخيم. فجأة بلشت تهب النار. حاولت الناس (سكان الخيم) تهرب ما قدرت. بلش الرصاص بالهوا. تفجرت جرات الغاز. نرعبت العالم.
صارو يزتو ولادن والأطفال من فوق سور الخفان إللي بالمخيم، بالوقت لي بلشت تشتعل الخيم.
وهربت الناس بالبساتين والنساء والأطفال تشردوا وضاعو عن الرجال. ركضو حفيانين بالبساتين وبالوحل وما معن أي شي، ولا حتى لابسين شي باجريهن. درنا وبرمنا (زرنا) على كتير مخيمات. قصص الأمهات كتير بتحزن. في أطفال ما عندن حليب ولا حفاضات. الكبار بالعمر تركو الأدوية (الضروري يتناولوها دايماً) وهربو. الناس لجأت على خيم تانية. خيم كتير وضعها تعبان. مافي حصر وبسط يقعدو عليها ولا بطانيات ولا حرامات ولا مخدات ولا تياب ولا تياب داخلية ولا أكل ولا دوا.
في بس عنصرية وحشية، وفي دولة ما بينت لبعد ساعة من إطلاق الرصاص إللي وصل عنص دين الأوتوستراد بعد ما احترق المخيم.
و وفق “المدن” عرضت عائلات من عكار منازلها ومدارس البلدة لإيواء اللاجئين الذين التهمت النيران خيمهم. وقد فرّ عشرات اللاجئين إلى طرابلس وبعضهم ما زال يختبئ في البساتين. كما تفيد بعض المعلومات أن قارورات غاز انفجرت في المخيم والبلدة نتيجة الحريق، وهناك من أصيبوا بحروق في أجسادهم.
إلى ذلك، أدان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان إحراق مخيم النازحين السوريين في بلدة بحنين بالمنية، واصفا ما جرى ب “الجريمة النكراء التي تستحق العقاب الشديد من الذين قاموا بهذا العمل المشين بحق الإنسانية”، مؤكدا أن “النازحين السوريين في لبنان هم ضيوف كرام وعلينا مساعدتهم ودعمهم لحين عودتهم الى بلدهم”، آملا من القوى الأمنية “المسارعة لكشف الفاعلين لإطفاء نار الفتنة في المنطقة بين الإخوة”.
كما غرد وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال البروفسور رمزي المشرفية عبر حسابه على “تويتر”: “إقدام بعض الشبان في منطقة بحنين – المنية على حرق خيم النازحين السوريين نتيجة خلاف شخصي، عمل إجرامي مستنكر بكل المقاييس. نطالب القضاء المختص بإنزال أشد العقوبات بكل من خطط ونفذ وشارك في هذه الجريمة. وسنتعاون مع المنظمات الدولية لمساعدة المتضررين”.
وأعرب رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق عن أسفه “لتطور الأحداث التي بدأت بإشكال فردي مؤسف وصل الى حرق خيم النازحين وتشرد العائلات”. وفق “الوكالة الوطنية للإعلام”.
وطالب “يمق” الأجهزة الأمنية ب “الضرب بيد من حديد وردع المعتدين وسوقهم للعدالة لينالوا القصاص العادل”. وأضاف : “نطلب من أهلنا في مدينة طرابلس فتح منازلهم وبيوتهم وأن يكونوا جاهزين لاستقبال إخوانهم ومد يد العون والمساعدة وبذل كل جهد يعمل على بلسمة الجراح”، مناشدا الجهات المعنية في اتحاد بلديات المنية والبلديات المعنية وهيئات الإغاثة الإسلامية التابعة لدار الفتوى وهيئة الإغاثة العليا التابعة لرئاسة الحكومة، ب”التدخل الفوري وتقديم ما يلزم من إغاثة النازحين ومتابعة أوضاعهم في الأماكن التي انتقلوا إليها، ونحن على يقين بأن المنية وأهلها كانت وستبقى مدينة الكرم ونصرة المظلوم وردع الظالم”.
من جهته، قال الحقوقي والمحامي في القانون الدولي، طارق شندب، عبر حسابه في “تويتر” إن “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الخيرية” تكفل بتغطية جميع متطلبات اللاجئين سكان المخيم، وأوعز إلى فرقه البدء “بإعادة المخيم كما كان”.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور تظهر حجم الحريق الهائل الذي تعرض له مخيم اللاجئين في المنية، والأضرار التي لحقت بالخيم، وعبروا عن غضبهم من التصرفات العنصرية التي يتعرض لها السوريين في لبنان.
يذكر أن لبنان يشهد من سنوات حملات عنصرية ضد اللاجئين السوريين، الذين تقدر عددهم مفوضية شؤون اللاجئين بنحو مليون سوري، وفي نهاية تشرين الثاني غادرت نحو 270 عائلة سورية بلدة بشري شمالي لبنان، جراء خوفها من أعمال انتقامية إثر اتهام شاب سوري بقتل أحد أبناء البلدة.
غصون أبو الذهب _ سيريا برس