سيريا برس _ أنباء سوريا
قال موقع “جنوبية” اللبناني، أن العديد من عناصر “حزب الله” العائدين من سوريا يخضعون للعلاج النفسي في مصحات محدودة العدد على امتداد لبنان وهي موزعة بين الجنوب والضاحية، في ظل تعتيم من الحزب لاعتباره ذلك نقيصة تمس سمعة مقاتليه.
وأضاف الموقع أن قضية رمي “وسام جهير” المقاتل في “فرقة الرضوان” التابعة لـ”حزب الله” في سوريا، لقنابل في صور منذ أسبوع، ليست مرتبطة كما أشار البيان الرسمي ووزعته وسائل إعلامية مقربة من “الثنائي” في صور بحالة نفسية وعصبية، بل بتصفية حسابات مالية وتنظيمية بين جهير و”حزب الله” بعد طرده من “فرقة الرضوان” وشركة ألغام إيرانية كان يعمل فيها في الجنوب بعد عودته من القتال في سوريا لمشاركته في تجار الشنطة غير الشرعية للدولارات والتي راح ضحيتها عنصر للحزب في حي السلم.
وأشار الموقع إلى أن هذه القضية والحالة النفسية للمقاتلين العائدين من القتال في سوريا في صفوف “حزب الله” فتحت ملف المعالجة النفسية لهؤلاء. ورغم التعتيم الذي يمارسه “حزب الله” على هذا الملف واعتباره من “المحرمات” الاجتماعية ولكونها تمس بمعنويات وسمعة “المقاتل الحديدي” للحزب، يتردد في الآونة الأخيرة في مجالس مناصري “حزب الله” ومحاربيه، وعلى نطاق ضيق أن العديد من عناصره العائدين من سوريا، والذين شاركوا لسنوات في الحرب ضد فصائل المعارضة السورية بتلاوينها كافة، يخضعون للعلاج النفسي في مصحات محدودة العدد على امتداد لبنان وهي موزعة بين الجنوب والضاحية .
وتقول مصادر متابعة لـ”جنوبية” أن هناك 3 مراكز منها في منطقة صور وقرى “الشريط الحدودي” سابقاً. ويتم التعاطي فيها بطريقة سرية للغاية وهي تنضوي تحت مستوصفات طبية وتشبه العيادات الخارجية وبعضها يسمى مختبراً أو مركزاً للعلاج الفيزيائي. وتشير إلى أن العديد من حالات هؤلاء، ولا سيما من خاضوا معارك قاسية للغاية وسقط معهم فيها العشرات من زملائهم، يشعرون بأزمات نفسية طبيعية. ويتكتم “حزب الله” على هذه القضية، إذ يعتبرها نقيصة وهز لـ”أساطير بشرية”، هو صنعها و أدلج عنها الروايات وقدّس موتها على اعتبار إنها أصناف بشرية خارقة، وإن ماتت فذلك أيضا مقدر لها وتصبح بحد ذاتها أسطورة. بين سوريا وفيتنام وإذا كانت تضحيات مقاتلي الحزب ضد إسرائيل في الجنوب محفوظة عند اللبنانيين قبل العام 2000 من كل الطوائف، والشيعة خصوصاً يقدرونها ويعتبرون إنها معركة مجدية، تحولت الحرب السورية إلى محرقة لمقاتلي “حزب الله” بشرياً والى خسارة سياسية ومالية وشعبية وعالمية وعربية لقيادة هذا الحزب.
وبحسب الموقع، تحولت الحرب السورية إلى فيتنام جديدة ضحيتها وليس بطلها “حزب الله”، وتم زجه إيرانيا في حرب خاسرة تماماً كالتي خاضها الجيش الأميركي في فيتنام وقتل له خلال 15 عاماً 57 ألف جندي وجرح واسر ما يقارب 157 ألف جندي، بينما خسر “حزب الله” حتى اليوم وخلال سبع سنوات من القتال السوري ما يفوق الـ1300 قتيل وهو رقم وسطي بين ما يعلنه “حزب الله” وبين ما تشهده مواقع التواصل من نعي للمقاتلين.
ويكشف مقاتل سابق في “حزب الله” لـ”جنوبية” إن عناصر الحزب هم بشر يخافون من الحرب والموت والبعض، قد يكون أكثر جرأة وشجاعة من الآخرين، ولكن هذا لا يعني ان الحرب نزهة أو أن لا أحد يخاف من الموت، ويؤكد انه صادف في معارك سوريا بين 2013 و2014 وكانت قاسية جداً العديد من المقاتلين الصغار وعديمي الخبرة العسكرية ولم يخوضوا معارك سابقة، فكان منهم من يبكي ويخاف من صوت الرصاص والبعض هاله ما رآه من موت وقتل إلى درجة الحزن والكآبة.
ويقول إن أصوات الرصاص والقذائف والمدافع والصواريخ على مدار الساعة والاشتباكات من “مسافة صفر” ووجهاً لوجه تعني إن المقاتل، أما يقتل خصمه فوراً أو يقتله الخصم فوراً والخيار الثاني المتبقي، أن يصاب وقد تكون إصابته حرجة وقاتلة لاحقاً، وهذه الأصوات المرعبة والمشاهد المخيفة تصيب المقاتل بضغط نفسي شديد، وكثيرون لا يمكنهم الصمود أمامه أو تحمله طويلاً، ويشير إلى أن العائدين من سوريا، وبعد حرب طاحنة تحولوا من مقاتلين ناجين إلى “قنابل بشرية غاضبة ومحتقنة” وتشعر بـ”فائض القوة”، وإنها “ماكينات عسكرية” جاهزة للحرب على مدار السنة والأيام والساعات. ويضيف: لكن هؤلاء سرعان ما يشعرون بعد تسريحهم وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية وأعمالهم الحرة أو مكوثهم بلا عمل، إنهم بلا فائدة وأنهم ضيعوا عمرهم في حرب عبثية! ومع تنامي هذه الحالات النفسية، تتزايد المعالجات لهذه الحالات بسرية تامة خوفاً من انفجارها في المجتمع، وساعتها تهتز كل أسطورة وصورة مقاتل “حزب الله” الذي “لا يقهر”.