سيريا برس _ أنباء سوريا
نشرت ” أورينت نت” تقريراً صحفياً، فيه شهادات لمواطنين سوريين في محافظتي حماة وإدلب، يتهمون خلالها ضباط وعناصر من جيش النظام بسرقة ممتلكاتهم وتعفيشها.
قال محمد عمر (اسم مستعار) أنه قرر العودة إلى منزله في منطقة كفرنبل، التي سيطرت عليها قوات النظام إبان الحملة العسكرية على ريف إدلب الجنوبي، وذلك من أجل تفقد بيته وقطاف موسم التين في أرضه الزراعية، بعد تعفيش الجيش لجميع المنازل في المنطقة.
العمر الذي يعيش في مدينة حماة مع عائلته، حيث نزح أثناء القصف على المدينة، وقرر العودة من أجل المحافظة على رزقه، قوبل بالطرد من قبل عناصر الجيش بعد مضي أربع ساعات من بقائه في المدينة، بحجة أن المنطقة عسكرية لا يمكن للمدنيين البقاء فيها.
يقول العمر: “بعد وصولنا للمدينة حصلنا على إذن من قبل المسؤول العسكري لتفقد المنزل، واكتشفت أنهم سرقوا الأبواب والنوافذ والسيراميك، بالإضافة إلى نهب الأنابيب البلاستيكية وشبكة الإنارة وخزانات المياه، وتم قطاف موسم التين أيضاً وبيعه”.
ويضيف في حديثه “بعد بقائنا لمدة 4 ساعات أخبرنا العناصر بضرورة مغادرة المكان وعدم البقاء في المنطقة، بحجة أنها منطقة عسكرية وعدم السماح بأخذ أي شيء من المنزل أو الأراضي الزراعية، حيث كانت المسروقات يتم تجميعها في الساحات الرئيسية لنقلها إلى مناطق أخرى وبيعها في الأسواق”.
وبعد سيطرة جيش النظام، على مناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، خصوصاً مدن خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب، منعت المدنيين من العودة إلى مناطقهم، ومنهم الذين يعيشون في مناطق سيطرتها في مدن حماة وحلب.
وتمنح قوات النظام العائدين عدة ساعات لمشاهدة منازلهم والخروج بعدها في ظل التعفيش المستمر لأرزاقهم من قبل عناصرها، حيث استولى هؤلاء على محاصيل الزيتون والتين في المنطقة.
عبد الله النجم، وهو أحد المدنيين المهجرين من منطقة خان شيخون إلى ريف إدلب الشمالي، بعد سيطرة قوات النظام على المدينة، حيث تم تضمين أرضه الزراعية من قبل الشبيحة الموجودين في المدينة للورشات الزراعية التي يتم جلبها من قبل قادة الجيش في المنطقة.
يوضح العبد الله آلية عملية سرقة الأراضي الزراعية في المدينة: “هناك ضباط في المدينة مسؤولون عن عمليات التعفيش وتضمين الأراضي الزراعية، وبيع المواسم والسرقات في مناطق سيطرة النظام في حماة واللاذقية، حيث يتم تقاسم المسروقات بين قادة الجيش، في حين يتولى العناصر السرقات الفردية وبيعها من أجل الحصول على مدخول شهري”.
ويضيف في حديثه لأورينت نت “سرقة المواسم الزراعية لم تقتصر على المهجرين، بل حتى على الذين يعيشون في مناطق النظام والذين تم منعهم من البقاء في المدينة، وذلك بهدف السيطرة على أرزاقهم وبيعها، إذ إن موسم الفستق الحلبي يدر الملايين على قادة الجيش ناهيك عن مواسم البطاطا والزيتون والقمح”.
وتتبع مدينة خان شيخون محافظة إدلب شمال غرب سوريا وتبلغ مساحتها 28 هكتارا، وتبعد مسافة 35 كلم عن مدينة حماة و100 كلم عن مدينة حلب و70 كلم عن مدينة إدلب، وهي تابعة إدارياً لمحافظة إدلب وتقع على الطريق الدولي(حلب – دمشق).
وكانت قوات النظام سيطرت على المدينة بتاريخ 21/8/2019 بدعم جوي روسي بعد معارك مع الفصائل المقاتلة، ما أدى إلى تهجير ما يقارب أكثر من 100 ألف مدني من المدينة باتجاه الشمال السوري، حيث بقيت فارغة سوى من قوات النظام والمواليين لها.
أحد موظفي المياه ويعيش في مدينة حماة، عاد إلى بلدته بعد سيطرة قوات النظام على المنطقة، لكنه فوجئ بحرق منزله ومنازل عدد من أقربائه رغم أنهم لم ينضموا للفصائل المقاتلة أو المطلوبين للنظام، وقسم منهم ما زال يعيش في مناطق سيطرتهم.
يقول الموظف الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية: “بعد عودتي للبلدة شاهدت جمعا من عناصر النظام وبعض الورشات كانت تقوم بتعفيش بعض المنازل، ومن بين تلك المنازل منزل أخي ولم أستطع الحديث معهم، لأن هناك منازل لكثير من المواليين تم تعفيشها دون النظر إلى ولائهم للنظام أو المعارضة”.
ويضيف “تم استقدام ورشات مختلفة من قبل متعهد لكل بلدة، يتم تقسيمها إلى أقسام وكل قسم يتولى مسؤولية فك شيء من أثاث المنازل، كالنوافذ والأبواب وأسلاك الكهرباء، ومن ثم يتم بيعها ومقاسمة الضابط المسؤول عن المنطقة بثمن المسروقات”.
المصدر : أورينت نت