تحت عنوان “صيدنايا في الثورة السورية” أصدر معتقلون سابقون في سجن صيدنايا المعروف بـ”المسلخ البشري” أول كتاب يُوثق جرائم التعذيب والقتل ب المعتقلين، بعد انطلاق الثورة السورية في منتصف آذار 2011.
وتضمن الكتاب العديد من القصص الموثقة بالأسماء والشهود على الجرائم التي كان يمارسها سجّانو “المسلخ”، ضد المعتقلين وخاصة ممن شاركوا في الحراك الثوري ضد نظام بشار الأسد بعد عام 2011.
وقال رياض أولر، أحد مؤسسي جمعية معتقلي صيدنايا التي صدر عنها الكتاب، إن “التعذيب في سجن “صيدنايا” أشد وحشية من المعسكرات النازية”.
وأضاف أولر السجين السابق، وهو من أصل تركي لوكالة الأناضول: “الكتاب يسلط الضوء على أسباب إرسال السجناء إلى سجن صيدنايا، وأساليب التعذيب التي تعرضوا لها، والمحاكم التي عرضوا عليها، وسنوات اعتقالهم، وانتماءاتهم الدينية والمذهبية، والعرقية”.
ويسلط الكتاب الضوء أيضا على حياة 15 شخصا، وما تعرضوا له من معاناة وآلام خلال فترة اعتقالهم في سجن “صيدنايا”، ومنهم من بقي على قيد الحياة، ومنهم من لقي حتفه جراء التعذيب أو القتل العمد.
وتابع أولر الذي قضى 21 عاما في سجون أسد وآخرها صيدنايا، إن “الجمعية التي أنشأها العام الماضي مع معتقلين سابقين في سجن (صيدنايا)، أعدت تقارير للفت الانتباه إلى الفصول المأساوية التي يتعرض لها السجناء، قبل إصدار الكتاب”.
وذكر أولر أنه “نذر نفسه لمساعدة المعتقلين في سجون الأسد، بعد إطلاق سراحه في 2016، لما رآه من ممارسات وحشية على أيدي السجانين”.
واعتقلت سلطات أسد أولر عام 1981، عندما سافر إلى سوريا ليدرس اللغة العربية وكان عمره في حينها 19 عاما.
ويروي أولر واحدة من قصص الكتاب حصلت مع أحد أصدقائه في السجن، حيث أتى السجّان ذات يوم وطلب من المعتقلين قص شعرهم، لكن لم تكن لديهم أي أداة لقص الشعر.
ويضيف “عندما عاد السجان في المرة الثانية، اختار الصبي ذا الـ 18 عاماً (صديقه)، وقتله بدم بارد بحجة عدم إطاعة الأوامر.
وأكد أولر أن الأطباء الذين يعالجون المعتقلين ويقدمون لهم الأدوية، جراء التعذيب يشاركون السجانين بالتنكيل بهم دون رحمة.
وكان 30 معتقلًا سابقًا في سجن “صيدنايا” العسكري أسسوا في مدينة غازي عنتاب التركية العام الفائت، جمعية أطلقوا عليها اسم “صيدنايا”، تهدف إلى إطلاع العالم على فصول التعذيب، والقتل خارج إطار القانون لأصدقاء لهم، خلال فترة الاعتقال في سجن “صيدنايا”.