قالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، حول الأوضاع الإنسانية الحالية في سوريا، في إفادتها “منذ يناير الماضي.. وبموجب قرار المجلس رقم 2504 أدى تقليص عدد معابر إيصال المساعدات لسوريا للحد من قدرة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية الأخرى على تقديم المساعدة الأساسية لمن هم في أمس الحاجة إليها”.
وتابعت كرافت في الجلسة التي عقدت أمس الثلاثاء، قائلة “الشعب السوري يعاني بسبب إجراءات هذا المجلس – أو بشكل أدق ، بسبب عدم قدرتنا على العمل، بسبب عرقلة عدد قليل من الأعضاء”.
وأكدت المندوبة الأمريكية أن ” إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجدد دعوتها لهذا المجلس بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لزيادة المساعدة العابرة الحدود إلى سوريا ، لتشمل إعادة تفويض استخدام معبر اليعربية”.
وأردفت قائلة “كما ندعو الاتحاد الروسي إلى وضع السياسة جانباً والسماح بالتفويض المؤقت للمساعدات عبر الحدود إلى الشمال الشرقي لإنقاذ أرواح السوريين من تهديد فيروس كورونا(كوفيد-19)”.
بدوره طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، والتي تنتهي مدتها في يوليو/تموز المقبل.
وقال لوكوك، إن آلية إيصال المساعدة العابرة للحدود إلى سوريا هي “شريان حياة لملايين المدنيين الذين لا تستطيع الأمم المتحدة الوصول إليهم بوسائل أخرى ولا يمكن استبدالها ويجب تجديد تفويضها”.
وأفاد لوكوك في إفادته خلال جلسة مجلس الأمن أن “التأخير سيزيد المعاناة ويكلفنا فقد الأرواح .. إن اتخاذ قرار مبكر من المجلس سيجنبنا تعطيل هذه العملية الحيوية وسيساعد المنظمات الإنسانية على مواصلة توسيع نطاق الاحتياجات الحالية لمواجهة فيروس كورونا”.
وأستطرد وكيل الأمين العام بالقول: “يمثل الإذن بالمساعدة عبر الحدود بموجب قرار مجلس الأمن 2504 القناة الوحيدة للأمم المتحدة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة لملايين الأشخاص شمال غربي سوريا”.
وتابع: “الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) أكد في تقريره الخاص بالعمليات العابرة للحدود أن تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة في الشمال الغربي تتطلب تجديد الترخيص عبر معبري باب السلام وباب الهوى لمدة 12 شهرًا إضافيًا”.
وأوضح المسؤول الأممي أن “ما يقدر بنحو 9.3 مليون شخص في سوريا يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي – ارتفاعًا من حوالي 7.9 مليون شخص قبل ستة أشهر”.
وأشار لوكوك إلى أن “عمليات قتل المدنيين في جميع أنحاء سوريا تتزايد، ويبدو أن مختلف أطراف النزاع، بما في ذلك تنظيم “داعش”، ينظرون إلى كورونا، على أنه فرصة لإعادة التجمع وإحداث العنف ضد السكان المدنيين”.
واعتمد مجلس الأمن الدولي، في 11 يناير/كانون ثان الماضي، القرار 2504 وقضى بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا عبر معبرين فقط من تركيا ولمدة 6 أشهر، وإغلاق معبري اليعربية في العراق ، والرمثا في الأردن نزولا على رغبة روسيا والصين.