على الرغم من خطر تجدد القتال، بدأ آلاف النازحين السوريين العودة إلى ديارهم في محافظة إدلب، وبعضهم مدفوع بالخوف من تفشي فيروس كورونا المستجد في مخيمات اللاجئين المكتظة قرب الحدود التركية.
ويشار إلى أنه حتى الآن لم تُسجل أي حالة إصابة مؤكدة بكورونا في شمال غربي سوريا، لكن الأطباء يخشون من أن البنية التحتية الطبية المدمرة في المنطقة والمخيمات المكتظة ستجعل أي تفش للفيروس يتحول بسرعة إلى كارثة إنسانية.
وفي ظل صمود الهدوء المؤقت، يُقيّم النازحون بين خيارين أصعب من بعضهما، إما البقاء في مخيمات مكتظة للغاية مع خدمات قليلة حيث يمكن أن يكون الانتشار المحتمل للفيروس مهلكاً، أو العودة إلى بيوتهم مع احتمال تجدد المعارك حولها.
وقال أبو عبدو (45 عاماً)، الذي عاد، الأحد، مع أُسرته المكونة من سبعة أفراد إلى قرية في ريف إدلب: “حياتنا من خطر إلى خطر تهرب من القصف والنظام والمعارك إلى الزحام وكورونا”، مضيفاً: “نحن هنا أراضٍ زراعية والهواء نقي ونظيف ولا يوجد زحام رغم أنها منطقة خطرة حتى اليوم”.
إلى ذلك ملأت سيارات فان وشاحنات محملة بحاجيات نوم وأجهزة منزلية طريقاً متعرجاً صوب الجنوب عبر محافظة إدلب الأحد، مع سعي عائلات، فرت قبل أشهر قليلة بسبب الغارات الجوية، إلى العودة لديارها.
وقال النازح فايز العاصي (49 عاماً)، الذي فرّ من جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي قبل شهرين ونصف الشهر: “لدينا تخوف من تصعيد النظام من جديد لكن المعيشة في البلدة وفي منزلنا أفضل من هذا النزوح والبهدلة”.
كما ذكر منسقو الاستجابة، وهي جماعة إغاثة في شمال غرب سوريا، أن 103 آلاف و459 سورياً عادوا إلى بلدات في حلب وريف إدلب منذ وقف إطلاق النار.
المصدر: العربية نت