أطلق ناشطون في الداخل السوري وفي دول الجوار مبادرات فردية وجماعية على منصات التواصل الاجتماعي لمساعدة المتضررين من تعطل وتوقف أعمالهم وفقدانهم مصدر دخلهم من السوريين النازحين أو اللاجئين، وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة منذ أسابيع لمواجهة وباء فيروس كورونا.
تقول سارة جمعة (ناشطة إنسانية سورية مقيمة في إسطنبول) إن أغلب الدعم يقدم لمخيمات النازحين في الشمال السوري، ولكن ينبغي ألا ننسى أهلنا بمناطق النظام.
وتوضح أنها أطلقت -مع أصدقاء لها- حملة لجمع تبرعات مالية، وإرسالها إلى بعض العائلات في مدن كدمشق وحمص.
وتشير الناشطة السورية إلى أن حملة “يلا نسند بعض” هي حملة سرية، وبالتالي تواجه صعوبات حقيقية في عملية التحويل المالي، في ظل التشديد الذي تفرضه سلطات النظام السوري، “إلا أننا مصرون على إعانة العديد من العائلات في مناطق النظام، خاصة المهجرين منهم من مناطقهم في الأرياف التي سيطرت عليها قوات النظام”.
رد الجميل
من جهته، يقول الطالب السوري سلمان العباس (متطوع في حملة بعنوان “أحمي نفسي وأخي) إن المتطوعين ينطلقون في مبادرتهم من مسؤوليتهم الاجتماعية تجاه أهالي مدينة غازي عنتاب التركية القريبة من الحدود مع سوريا. وأشار إلى أن الهدف هو تأمين مستلزمات النظافة والتعقيم كأساليب وقاية من فيروس كورونا.
ويوضح العباس أن الحملة جمعت حتى الآن مساعدات جرى توزيعها على الأهالي والمحتاجين.
ويشير مهدي داود (عضو في منبر الجمعيات السورية في تركيا) إلى أنهم يعملون في هذه الحملة بالتنسيق مع مديريات الهجرة في تركيا، وذلك من أجل حصر وتحديد العائلات المتضررة، وتقديم الدعم لها عبر سلطات الهجرة التركية.
كما أطلقت الفنانة السورية يارا صبري عبر منصات التواصل حملة “يلا نحمي بعض”، وتهدف إلى تقديم الدعم المادي للعائلات السورية في المخيمات ودول اللجوء، ممن توقفت أعمالهم، وذلك بالشراكة مع فريق “ملهم” التطوعي.
ويوضح مدير الفريق التطوعي عاطف نعنوع أنهم يستهدفون العائلات في المخيمات وفي تركيا ولبنان، حيث تعيش الكثير من الأسر على العمل اليومي لآبائها أو معيليها.
غرف طوارئ
وتحولت العديد من مجموعات السوريين على فيسبوك إلى ما يشبه غرف طوارئ لمساعدة الناس على مواجهة تبعات أزمة كورونا، ويقول أنس أسيل في منشوره إنه مع أصدقائه شكلوا مجموعة لجمع التبرعات وتقديمها لعائلات سورية محتاجة في دولة الإمارات ممن انقطعت أعمالها.
وأما أحمد (سوري مقيم في غازي عنتاب) فقدم سيارته لتكون وسيلة لمساعدة مواطنيه السوريين وأيضا الأتراك المحتاجين في منطقته، ويضيف في تدوينة على فيسبوك “جاهز لتأمين الطلبات، أو أي توصيلات، خاصة لكبار السن”.
وأعلن الشاب السوري المقيم في تركيا محمد داديخ عبر صفحته في فسبوك أن متجره في مدينة إسطنبول سيقوم بتوزيع سلة غذائية يوميا على الأسر المعوزة في مناطق سكن السوريين في كبرى مدن تركيا، شريطة أن تكون الأسرة مكونة من أم وأطفال.
وأطلقت مجموعة من الناشطين السوريين حملة على شبكات التواصل عبارة عن تحد يتعهد فيه كل شخص بالتكفل بعدد من العائلات المحتاجة، ثم ينقل التحدي لأصدقاء آخرين في فيسبوك من أجل توزيع دائرة المشاركة ومد يد العون.
المصدر : الجزيرة