يواصل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” مهامه في سوريا والعراق بالرغم من مرور نحو عام على إعلان “قوات سوريا الديمقراطية” القضاء النهائي على التنظيم المتطرّف ضمن الأراضي السورية بعد هزيمته في العراق المجاور قبل ثلاث سنواتٍ ونيّف.
وأكد مسؤول في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بمشاركة دولٍ عربية وغربية أن التحالف سيتسمر في ملاحقة فلول “داعش” داخل الأراضي العراقية والسورية بالتعاون مع حلفائه المحليين.
وقال مايلز كاغينز، المتحدّث الرسمي باسم التحالف الدولي إن “داعش اندحر، لكنه لم ينتهِ، فقد اكتشفنا أنه يستطيع ممارسة أنشطته الإجرامية والعدائية وتمويلها”.
وأضاف المتحدّث لـ “العربية.نت” عبر الهاتف من قاعدةٍ عسكرية ببلدة رميلان السورية أن “عناصر التنظيم خطفوا أشخاصا بالقرب من مدينة ديالى العراقية وكذلك رأيناهم في سوريا حين هاجموا بعض رعاة الأغنام بدير الزور وسرقوا منهم نحو 1000 خروف، كما أنهم يفرضون أحياناً ضرائب غير قانونية من خلال تواجدهم في بعض المناطق على الحدود بين البلدين”.
يختبئون في الوديان والبادية
كما كشف أن “الدواعش يختبئون بعيداً عن مراكز المدن في مناطقٍ جبلية عراقية وفي الوديان ومناطق بالبادية السورية، لكنهم يقتربون من القرى والمدن أحياناً لتأمين احتياجاتهم الأساسية من خلال سرقتها من القرويين المقيمين في المناطق المحيطة بهم”، لافتاً إلى “أنهم يسعون دائماً لإعادة سيطرتهم على تلك الأراضي كما كانوا في السابق، ولكنهم لن يتمكنوا من ذلك”.
وأوضح أن “داعش الآن يعجز عن تجنيد المزيد من الأشخاص في صفوفه لاستخدامهم في إعادة السيطرة على مساحاتٍ جغرافية، إضافة إلى الضغوط التي تمارسها عليه “قوات سوريا الديمقراطية” والقوات الأمنية العراقية واللتان تمنعان انتشاره مجدداً”.
وتابع أن “قوات سوريا الديمقراطية قبل ثلاثة أسابيع، كبّدت التنظيم الإرهابي خسائر كبيرة في صفوف مقاتليه بعدما تمكّنت من قتل واعتقال نحو 50 من عناصره. وفي الوقت نفسه، نفذت القوات العراقية عملية أخرى في مناطق جبلية للبحث عن عناصر التنظيم الّذين باتوا محاصرين من الطرفين السوري والعراقي”.
كما لفت إلى أن “هذه العملية تمّت بدعمٍ جوي من التحالف الدولي لمساعدة شركائنا في شنّ غاراتٍ على عناصر “داعش” وملاحقتهم والتمكن من تحديد أماكنهم”، مؤكداً أن “كلّ العمليات التي ننفذها في العراق تتمّ بتنسيق مع القوات الأمنية وبموافقة الحكومة، حيث لا نستطيع شنّ غاراتٍ جوية دون الحصول على موافقة حلفائنا العراقيين”.
إلى ذلك، أشار إلى أن “حلفائنا العسكريين في سوريا والعراق وجنودنا من قوات التحالف يعملون لحماية بعضهم البعض، وعلى سبيل المثال لا نستطيع العيش بسلام في هذه المنطقة لولا الحماية الأمنية التي يؤمنها لنا شركاؤنا، لذلك نساعدهم بالتدريب الّذي يُعد الأفضل عالمياً، لتكون “قوات سوريا الديمقراطية” والقوات العراقية بجهوزية كاملة في مواجهة “داعش”. وتقتصر هذه التدريبات على كيفية جمع وإدارة المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ العمليات العسكرية وتعليمهم آلية التعامل مع الألغام وغيرها”.
وشدد على أن “شراكتنا نجحت مع حلفائنا والعمليات التي تمّ تنفيذها على الأرض من جانب “قوات سوريا الديمقراطية” والقوات العراقية جاءت لحماية مكونات المنطقة من العرب والأكراد، المسلمين والمسيحيين وغيرهم من الطوائف والقوميات، من إرهاب “داعش”. والنجاح الّذي حققناه إلى الآن، كان بفضل التزام مقاتلي تلك القوات بالقتال خلال مهمة القضاء على التنظيم”.
وبحسب المتحدث الرسمي، فقد نجح التحالف الدولي في مهمته بالقضاء على تنظيم “داعش” من خلال التعاون والتنسيق منذ أكثر من 5 سنوات مع حلفائهم.
معتقلو “داعش”
وسيطر التنظيم المتطرّف طيلة السنوات الماضية على مساحاتٍ شاسعة من سوريا والعراق قبل أن يتمكن شركاء التحالف الدولي من إعادة سيطرتهم على أكثر من 30 ألف كيلومتر كان يقطن فيه ملايين الأشخاص في كلا البلدين.
وترك خلفه مشاكل كثيرة أبرزها المقاتلون السابقون المعتقلون في سجون “قوات سوريا الديمقراطية” وعائلاتهم المقيمون في مخيماتٍ بمناطقها.
وقال المتحدّث في هذا الصدد إن “قوات سوريا الديمقراطية تقوم بعمل استثنائي مع آلاف الأعضاء المعتقلين من التنظيم الّذين ينحدرون من أكثر من 50 دولة”، مضيفاً أن “مشكلة هؤلاء المعتقلين هي دولية بالفعل وتحتاج لجهودٍ عالمية وقوات سوريا الديمقراطية تبذل الكثير من الجهد الجسدي والمادي لتنفيذ هذه المهمة وإبقاء هؤلاء المقاتلين محتجزين في سجونها”.
وأضاف أن “التحالف الدولي يساعد قوات سوريا الديمقراطية بإرشاداتٍ محدودة لتأمين السجون والمخيمات التي تقطنها أسر مقاتلي داعش”.
كما شدد على أن “مهمة التحالف تقتصر على مناطقٍ تقع جنوب الحدود مع تركيا وبشكلٍ أساسي ضمن محافظتي الحسكة ودير الزور، حيث نركّز على استمرارية عمليات قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش وتمويلها، وهذه الشراكة ستستمر لمحاربة التنظيم وحماية المنشآت النفطية”.
المصدر: العربية نت