قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا،إن الأزمة في إدلب، حيث فر نحو مليون شخص لتجنب تصاعد الأعمال العدائية، “ربما تكون أكبر أزمة لدينا في العالم اليوم”. وأضاف كيفن كينيدي أنه على الرغم من وجود عملية إغاثة ضخمة، فإن “الاحتياجات هائلة، وأمامنا طريق طويل لنقطعه”.
وقال في مؤتمر صحافي عبر الفيديو من إدلب، أمس الثلاثاء، أنه ألقى نظرة مباشرة على الوضع يوم الاثنين الماضي إلى جانب ممثلي ست وكالات إغاثية تابعة للأمم المتحدة، حيث زاروا مخيما للاجئين على عمق سبعة كيلومترات داخل سوريا. وأضاف كينيدي أنهم اطلعوا على “الاحتياجات الهائلة، والصدمة التي يعيشها هؤلاء النازحون حديثا”.
وعلى الرغم من أن المخيم أنشئ قبل ثلاث سنوات، وكان مدعوماً من منظمات غير حكومية والهلال الأحمر التركي، قال كينيدي إن “الظروف هناك صعبة للغاية. لا توجد مرافق صحية”. وذكر أن حوالي 30 بالمئة من إجمالي 8000 شخص وصلوا حديثا للمخيم.
وتابع: “الوضع صعب حقا. آلاف اللاجئين يتجمعون هناك، ليس في مخيمات، ولكن في خيام قليلة، وهناك كثيرون بلا خيام، يعيشون تحت ظل الأشجار، أو في الهواء الطلق. هذا يمنحك شعورا حقيقيا بالأبعاد الكاملة لهذه الأزمة، والحاجة الإنسانية الملحة هناك”.
وأبدى كينيدي تخوفه خصوصا من أن أكثر من نصف النازحين – البالغ عددهم نحو مليون شخص – أطفال، وأن عددهم قد يصل إلى 600 ألف، وهم عالقون في منطقة قاحلة ووسط ظروف قاسية للغاية من دون تعليم أو رعاية. وأضاف أن مسؤولات بالأمم المتحدة تحدثن إلى نازحات، كثير منهن أرامل. وأردف قائلا “أخبروني أن بعضهن ممزقات من الداخل وفي حالة من اليأس، لم يتمكن من قول كلمة واحدة. لقد جلسن في هذه الخيام المتناثرة، وكن عاجزات عن الكلام”. ويعتقد كينيدي أن مهمة الأمم المتحدة “أعطت على الأقل بادرة أمل للنازحين بأن الأمم المتحدة متواجدة وسط هذه الأزمة”.
كما زار ممثلو الأمم المتحدة مستشفى باب الهوى، أحد المستشفيات الثلاثة الرئيسية في إدلب. وقال كينيدي إن الأطباء أخبروه أنه في الأيام العشرة الأولى من فبراير/ شباط “تلقوا عددا كبيرا من الحالات، معظمهم نساء وأطفال أصيبوا بجروح بالغة جراء انفجارات”.
وطالبت الأمم المتحدة المانحين الأسبوع الماضي بتوفير 500 مليون دولار للأزمة الإنسانية في شمال غربي سوريا. وأعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، التي كانت تزور إحدى نقطتي العبور التركيتين لإيصال مساعدات إلى سوريا، أن إدارة الرئيس دونالد ترمب ستقدم 108 ملايين دولار إضافية من المساعدات الإنسانية لسوريا.
كما رحب كينيدي بإعلان المملكة المتحدة، أمس الثلاثاء، عن توفير 89 مليون جنيه إسترليني إضافية. وكان مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، قال في بيان، إن ما يقدر بنحو 2.8 مليون شخص في شمال غربي سوريا يحتاجون لمساعدات إنسانية.
وأضاف “قادرون على الوصول إلى 1.1 مليون شخص من أضعف الفئات في شمال غربي سوريا. حتى الآن، تعهد مانحون بتوفير أكثر من 300 مليون دولار، وحصلنا على جزء من هذا الرقم”.
المصدر: العربية نت