أعلنت وزارة الدفاع الروسية ، اليوم السبت ، المعلومات التي تفيد باعتراض القوات الأمريكية قافلة روسية في سورية منذ 14 شهرا عندما في مدينة منبج , تأكيداً لما نشرته وسائل إعلام حول اعتراض قافلة عسكرية روسية من قبل القوات الأمريكية كانت متجهة نحو مدينة منبج منذ أكثر من عام حسب تصريحات مسؤوليين أمريكيين , وأكد الممثل الخاص للولايات المتحدة في سورية جيمس جيفري للصحفيين ووقوع الحادثة في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي , وأعلنت الوزارة الروسية أن هذه العملية مثال حي على كفاءة قنوات الاتصال العسكرية القائمة بين البلدين في سورية , وأضافت أن التصعيد المصطنع من قبل الولايات المتحدة الأمريكية حول عمل الدوريات في سورية لا يعمل على تعزيز الاستقرار، مشيرة إلى أن ذلك يعرقل عمل العسكريين
وجاء في بيان لوزراة الدفاع الروسية “طورت اليوم في سورية ، القوات المسلحة الروسية والولايات المتحدة الأمريكية علاقات طبيعية ومهنية، نحن نعرف مكان الوحدات الأمريكية والجانب الأمريكي يعلم مكان عمل القوات الروسية. يتم بسرعة حل المسائل في مناطق النزاع عبر قنوات منع الصدام الحالية” , وتابع البيان “خلال هذه الفترة، كان على جميع الأطراف على الأرض أن تنسق أعمالها باستمرار للقضاء على حالات الصراع. لذلك فإن المسألة التي قدمها الممثلون الأمريكيون هي مثال واضح على فعالية قنوات التفاعل القائمة بين الجيشين في سورية”.
ويوم الثلاثاء الماضي أوقفت القوات الأمريكية دورية روسية كنت تحاول الوصول إلى منطقة رميلان التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية ، للمرة الثالثة خلال أسبوع . وأفادت مصادر محلية ، أن دورية أمريكية مكونة من عربات مدرعة ، قطعت الطريق على دورية روسية ، في الطريق الواصل بين القامشلي ومنطقة رميلان , وأوضحت المصادر أن الدورية الروسية توقفت لدى رؤيتها الدورية الأمريكية ، واستمر الوضع أكثر من ساعة ، ثم عادت أدراجها من حيث أتت , وسبق وأن أوقفت الولايات المتحدة قافلة عسكرية ودورية روسية حاولتا الوصول إلى رميلان ، للشروع ببناء قاعدة عسكرية فيها
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، تمركزت الشرطة العسكرية الروسية في 10 نقاط وقواعد على الأقل شمالي سورية ، بعضها كانت قواعد أمريكية ، قبل أن تنسحب منها الأخيرة عقب بدء عملية “نبع السلام” التي أطلقها الجيشان التركي والوطني السوري في تشرين الأول أكتوبر الماضي , ورغم الانسحاب الأمريكي من تلك القواعد إلا أنها أبقت عل تواجدها في القواعد القريبة من الحقول النفطية ، وعززت تواجدها فيها ، وأرسلت مئات الشاحنات تحمل تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى تلك القواعد , وفي تشرين الأول نوفمبر 2019، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في بيان ، إرسال مزيد من القوات والتعزيزات لحماية آبار النفط شرقي سورية
وفي تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول قواعد بلاده في سورية ، قال : “سنحمي النفط .. وسنقرر ما الذي سنفعل به في المستقبل” , فيما اتهمت وزارة الدفاع الروسية ، في بيان سابق ، واشنطن بممارسة “اللصوصية” على مستوى عالمي، بعد إعلان نيتها حماية حقول النفط شرقي سورية , ونشرت الوزارة صورا عبر الأقمار الاصطناعية لما قالت إنها قوافل من الصهاريج تتجه إلى خارج سورية ، معتبرة أن هذه الصور تدل على أن عمليات استخراج النفط السوري تمت تحت حماية العسكريين الأمريكيين قبل وبعد هزيمة “داعش” شرقي الفرات.
واستقدمت القوات الروسية في سورية منظومات صواريخ دفاع جوي متطورة وحديثة إلى مطار القامشلي أقصى شمال شرق سورية , يأتي ذلك في ظل التوتر المتصاعد بين القوات الروسية ونظيرتها الأميركية ضمن منطقة شمال شرق سورية، وذلك في إطار محاولة كل طرف بسط نفوذه على المنطقة ، ولاسيما طريق الحسكة – حلب الاستراتيجي , ويعد هذا التوتر الذي بدأ يتصاعد في الآونة الأخيرة بشكل كبير، حيث باتت المنطقة تشهد مشاحنات بين الجانبين ، بالإضافة لعرقلة القوات الأميركية مرور آليات روسية من مناطق عدة
وكانت دورية أميركية قد اعترضت دورية روسية في قرية المصطفاوية التابعة لمنطقة المالكية بريف الحسكة ، ومنعتها من الوصول إلى معبر سيمالكا الحدودي مع شمال العراق ، حيث ساد التوتر بين الطرفين، بينما اعترضت القوات الأميركية قبل أيام طريق دورية روسية بالقرب من قرية تل فخار أثناء توجه الأخيرة إلى ريف مدينة المالكية , وسلكت القوات الروسية الطرق الترابية كما جرت العادة إلا أنه نتيجة سوء الأحوال الجوية سلكت الطريق السريع , وأفادت مصادر محلية بأن عملية إيقاف القوات الروسية استمرت لنحو ساعتين ، ما أدى لأزمة سير على الطريق قبل أن تتدخل ميليشيات حزب العمال الكردستاني وتتابع الدورية الروسية طريقها إلى ريف المالكية بينما توجهت الدورية الأميركية إلى قاعدة رميلان