كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى المساعدة في وقف زحف قوات الأسد على منطقة وقف التصعيد في إدلب , وأضاف أن الحوار بهذا الصدد تم بين الرئيسين على هامش المؤتمر الدولي حول ليبيا في برلين في 19 كانون الثاني يناير، وأن أردوغان طالب بوتين بالتدخل لوقف هجمات قوات الأسد على منطقة وقف التصعيد في إدلب , وأشار الوزير التركي إلى أن أردوغان أطلع الرئيس الروسي على بيانات إحصائية ، وشرح مدى جدية الوضع في إدلب , وقال تشاووش أوغلو، إن الرئيس التركي أبلغ نظيره الروسي “صراحة بأن الهجمات يجب أن تتوقف … لقد وجهنا للمجتمع الدولي نفس النداء”
ويوم الأحد الماضي عقد الرئيسان التركي والروسي اجتماعاً ثنائياً قبيل انعقاد مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية بالعاصمة الألمانية , وفي 9 كانون الثاني يناير الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الروسية وقف إطلاق نار في محافظة إدلب ، إلا أن قوات النظام وروسيا واصلت هجماتها البرية والجوية على المناطق المأهولة في قرى وبلدات بإدلب , كما أعلنت وزارة الدفاع التركية، في 8 من الشهر نفسه ، أن الجانبين التركي والروسي، اتفقا على وقف إطلاق نار بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، اعتبارا من 12 كانون الثاني يناير الحالي.
وفي أيار مايو 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق “منطقة خفض التصعيد” بإدلب ، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري , إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة ، رغم التفاهم المبرم بين تركيا وروسيا في 17 أيلول سبتمبر 2018، بمدينة سوتشي الروسية , وقتل أكثر من 1500 مدني جراء هجمات النظام وروسيا على منطقة خفض التصعيد ، منذ 17 أيلول سبتمبر 2018، كما أسفرت الهجمات عن نزوح أكثر من مليون مدني إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية.
وفي رحلة العودة من برلين أعلن أردوغان على متن الطائرة ، عن إطلاق بلاده حملة جديدة لإغاثة نازحي محافظة إدلب , وأشار إلى أن بلاده ستشرع ببناء منازل مؤقتة مبنية من الطوب ومسقوفة بأغطية عازلة، تتراوح مساحة كل واحد منه بين 20 و25 متر مربع، قرب الحدود السورية التركية , وأكد أنّ إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، والهلال الأحمر التركي ، سيبذلان قصارى جهدهما لبناء هذه المنازل بأقصى سرعة , وأوضح أن تركيا ستبذل كافة جهودها الممكنة من أجل بناء البنية التحتية لهذه المنازل ، وتضعها في خدمة سكان إدلب.
وتحدث الرئيس التركي عن معاناة سيدة سورية مع أطفالها في مخيم بدائي قرب الحدود السورية التركية في إدلب , وأضاف “لقد جفت الدماء في عروقنا عند مشاهدة تلك الأم مع أطفالها الستة كيف لنا أن نصف هؤلاء الأطفال بالإرهابيين؟” , وأكد أردوغان أنّ “وصف هؤلاء الناس بالإرهابيين ناجم عن قصور في العقل”، مشيرًا إلى أن اللاجئين السوريين في تركيا لم يأتوا إليها بإرادتهم وللاستمتاع , وأوضح أن نجاح خطط ومشروع تركيا في المنطقة الواقعة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض سيحيلهما إلى منطقة سلام.
وفيما إذا كانت الأزمة الإنسانية في إدلب ستشكل انكسارا في العلاقات التركية الروسية ، قال أردوغان إن هناك روابط استراتجية تربط بين روسيا وتركيا، مشيرًا إلى أن هذه الروابط الاستراتيجية تربط بين البلدين بطريقة ليست كلاسيكية وإنما مختلفة , وأوضح أن الروابط الاستراتيجية بين البلدين ترتقي بعلاقات البلدين إلى مستوى أقوى ، مستبعدًا أن تشهد العلاقات التركية الروسية مشكلة في هذا الإطار , وفي رده على سؤال حول مساعي تركيا الاستخباراتية، قال أردوغان رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، أدار العلاقات الاستخباراتية بنجاح مع نظرائه سواء في روسيا أوإيران أونظام الأسد