أكد فريق منسقو الاستجابة في سورية ، أن المعابر التي تنوي قوات الأسد وروسيا افتتاحها , هي محاولة جديدة لخلط الأوراق تحت حجج عديدة أهمها حماية المدنيين وإبعادهم عن العمليات العسكرية , وأشار فريق منسقو الاستجابة إلى أن من يدعي أنه يريد حماية المدنيين لايقوم باستهدافهم بشكل مباشر ويسبب نزوح أكثر من 382,466 نسمة , خلال الشهرين الماضيين , وشدد الفريق على أن المساعي التي تبذلها روسيا لإخراج المدنيين من شمال غربي سورية إلى مناطق سيطرة نظام الأسد ستقابل بالفشل كما حصل في المرات السابقة وذلك لأن أغلب قاطني الشمال السوري هم من المهجرين قسرا والنازحين التي هجرتهم الآلة العسكرية الروسية وقوات النظام.
وبين الفريق أن إظهار القوات الروسية بمظهر الضامن لحفظ عمليات السلام في المنطقة والمساعد الأول في العمليات الإنسانية من خلال تقديم المساعدات للمدنيين عن طريق تلك القوات والمنظمات التابعة للنظام فاشلة حكما ولن تعطي النتيجة التي تبتغيها وزارة الدفاع الروسية , ويعيش النازحون من محافظة إدلب أوضاعاً مأساوية جراء هجمات نظام الأسد وروسيا ، فآلاف العائلات التي فرت من الموت وجدوت في انتظارها ظروف الشتاء القاسي التي جلعها أكثر عرضة للبرد والامراض وسط انعدام وسائل التدفئة والخدمات الأساسية , ويواجه آلاف النازحين من إدلب إلى ريفها مشاكل سوء التغذية والمياه النظيفة وظروف الشتاء القاسي
ولا يتمكن قسم من النازحين من الوصول إلى المركز الطبية في المنطقة والاستفادة من خدماتها لأسباب عدة يأتي على رأسها عدم توفر المواصلات وضعف إمكانياتهم المادية , ويعد الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية , وأشار مدير مشفى الأطفال والنساء في بلدة أطمة ، الطبيب محمد عبيدان، إلى ارتفاع الحالات المرضية بين الأطفال , وقال “أحد أكثر الأمراض شيوعًا في المنطقة مرتبطة بسوء التغذية الناجمة عن قلة الإمكانيات المادية والظروف الناجمة عن النزوح .. بالإضافة إلى ذلك هناك أمراض شتوية وأخرى بسبب قلة التدفئة لا سيما الأمراض التنفسية، وهي في الحقيقة أمراض خطيرة وخاصة عند الرضع تحتاج أحيانا إلى عناية مركزة , يوجد بين مليون ونصف ومليوني طفل تحت خطر الإصابة بالمرض في المنطقة.
وأضاف الطبيب عبيدان “المرضى الذين نستقبلهم مصابون بأمراض خطيرة وهي في كثر من الأحيان أمراض تنفسية والتهابات المعدة والأمعاء التي تؤدي إلى الجفاف وبالتالي يمكن أن يكون خطر الموت قائما” , وأردف : “هناك أمراض تتبع فصل الصيف عبارة عن الجفاف الشديد نتيجة الحرارة المرتفعة وعدم وجود قدرة لدى السكان لمواجهة ارتفاع الحرارة ” , ولفت إلى تحويل بعض الحالات الخطيرة إلى تركيا لمواصلة العلاج
أما الطبيبة النسائية منى خطاب فقالت إن المشفى يستقبل شهريا نحو 15 ألف شخص , وأوضحت أن المشفى يعد من أكبر المشافي التي تقدم خدمات للمواطنين في المنطقة. ولفتت إلى وجود نواقص في قسم العناية المركزة، مؤكدة ضرورة تلبيتها , وشهدت الآونة الأخيرة موجة جديدة من هجمات نظام الأسد وداعميه أسفرت عن نزوح أكثر من 264 ألف مدني من إدلب إلى مناطق قريبة من الحدود التركية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019، حسب تقارير ميدانية , وقتل أكثر من 1300 مدني جراء هجمات النظام وروسيا على منطقة خفض التصعيد، منذ 17 أيلول سبتمبر 2018، كما أسفرت الهجمات عن نزوح أكثر من مليون مدني إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية.
والجمعة ، أعلنت وزارة الدفاع التركية ، أن الجانبين التركي والروسي اتفقا على وقف إطلاق نار بمنطقة خفض التصعيد في إدلب اعتبارا من الساعة 00:01 ليوم 12 يناير/ كانون الثاني وفق التوقيت المحلي , وأشار البيان أن وقف إطلاق النار يشمل الهجمات الجوية والبرية ، بهدف منع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين ، ولتجنب حدوث موجات نزوح جديدة وإعادة الحياة لطبيعتها في إدلب , وجاءت الهدنة عقب حملة عسكرية لقوات الأسد ، بدعم من الطيران الروسي، على مناطق ريف إدلب، منذ أكثر من شهر، أدت لاستشهاد أكثر من 320 مدني معظمهم من النساء والأطفال، كما جرى تشريد ربع مليون إنسان من منازلهم بسبب العمليات العسكرية والقصف الروسي.