رحبت الأمم المتحدة بإعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ، الأربعاء، أن الولايات المتحدة لا ترغب باستخدام القوة العسكرية ضد إيران , وأعلن ترامب هذا الموقف على خلفية إطلاق طهران، فجر الأربعاء ، عشرات من الصواريخ الباليستية على قاعدتين عسكريتين ، تضمان قواتًا أمريكية، في العراق , ومعلقًا على تصريح ترامب ، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ، استيفان دوغريك ، لصحفيين بمقر المنظمة الدولية : “نرحب بأية إشارة ، وبأي بيان يبعدنا عن المواجهة” , وبشأن موقف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من دعوات مسؤولين إيرانيين إلى انسحاب القوات الأمريكية من العراق، اكتفى دوغريك ، بالقول إن “هذه مسألة ثنائية بين الدولتين”.
وشنت إيران هجمات الأربعاء ردًا على مقتل قائد “فيلق القدس”، التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة جوية أمريكية بالعراق، الجمعة , وقال ترامب ، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: “لم نتكبد أية خسائر بشرية، جميع جنودنا سالمون ، وتعرضت قاعدتينا العسكريتين لأضرار طفيفة فقط” , ويوم الأثنين وجّه غوتيريش ، رسالة إلى العالم عبر إحاطة قدّمها إلى الصحفيين من أمام مجلس الأمن دعا خلالها العالم إلى العمل المشترك لتجنيب البشرية حروبا تتسبب في معاناتها , يأتي ذلك نعقيباً على التهديدات بين إيران والولايات المتحدة التي تلت القتل المستهدف بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار، للجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق يوم الجمعة الماضي.
وقال الأمين العام في أول كلمة له خلال العام 2020 “دعونا ألا ننسى المعاناة الإنسانية الرهيبة الناجمة عن الحرب. وكما هو الحال دوما ، فإن الناس العاديين يدفعون الثمن الأعلى، من واجبنا المشترك تجنبها” , واستهل غوتيريش كلمته بالقول “إنني أتمنى أن يكون العام 2020 أفضل من العام 2019” وأضاف أن العام الجديد بدأ “وعالمنا في حالة اضطراب. إننا نعيش في أوقات خطيرة. التوترات الجيوسياسية في أعلى مستوياتها هذا القرن. وهذا الاضطراب في تصاعد”، مشيرا إلى أنه ” حتى عدم الانتشار النووي لا يمكن أخذه على أنه من المسلمات” ، دون الرجوع على وجه التحديد إلى أحداث الأيام الأخيرة
وتعهدت إيران بالانتقام لمقتل قائد فيلق القدس ، وأعلنت يوم الأحد أنها لن تكون ملزمة بالقيود المفروضة على برنامجها النووي التي نص عليها اتفاق عام 2015 المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة ، وقال غوتيريش ، إن “هذا التوتر الملتهب يقود المزيد والمزيد من الدول إلى اتخاذ قرارات غير متوقعة ذات عواقب لا يمكن التنبؤ بها ومخاطر كبيرة نتيجة حسابات خاطئة.” , وأشار الأمين العام إلى أنه لا يمكن للوضع أن يستمر على ما هو عليه، وقال “إنني أنظر إلى التصعيد الأخير في التوترات العالمية بعين من القلق الشديد، وأنا على تواصل مستمر مع القادة المسؤولين حول العالم.
وقال غوتيريش إن “كوكبنا يحترق والأزمة المناخية تحتدم” , وتتسبب الصراعات في مجالات التجارة والتكنولوجيا بتدهور الأسواق العالمية وتقوّض النمو وتوسع نطاق انعدام المساواة , وأشار إلى الإحباط والغضب اللذين يصيبا الناس في كل مكان. وأوضح قائلا : “نرى اضطرابات اجتماعية متزايدة وتناميا في التطرف والقومية والراديكالي ة، مع تقدّم خطير للإرهاب في الكثير من المناطق في العالم، ولاسيّما في أفريقيا” , وفي هذا السياق ذكر غوتيريش , أربع نقاط حول ما يجب أن يحدث الآن، في عواصم العالم , “أوقفوا التصعيد. مارسوا أقصى درجات ضبط النفس. أعيدوا إطلاق الحوار. عودوا مجددا إلى التعاون الدولي!”