طالبت 32 منظمة غير حكومية، دولية وسورية، مجلس الأمن الدولي بتجديد تفويض دخول المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة 12شهراً، جاء ذلك على وقع تهديدات روسيا، بوقف دعم إدخال تلك المساعدات مرة أخرى، معتبرة أنها كانت مجرد “إجراء مؤقت”.
وشددت المنظمات الإنسانية الدولية والسورية في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، على أنه إذا انتهت آلية تمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود في تموز المقبل، فسيكون لها تبعات مدمرة على المدنيين شمال غرب سوريا”.
وأكدت أن آلية إدخال المساعدات عبر الحدود، تعد “بمنزلة شريان حياة إنساني واقتصادي للعائلات السورية التي تكافح من أجل البقاء، بعد أكثر من عقد من الصراع”، خاصة وأن “عدد السوريين المعرضين لخطر الجوع هذا العام أكثر من أي وقت آخر”.
ضرورة زيادة الاحتياجات الإنسانية
وأشارت الرسالة إلى أن “الأزمات المتقاربة والصدمات الاقتصادية، بما في ذلك التضخم والانهيار الاقتصادي والجفاف بين جيران سوريا ووباء كورونا، أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل”، الأمر الذي جعل الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا تتزايد بسرعة قياسية”.
وتابعت بالقول إنه: “نتيجة لذلك، يعتمد اليوم أكثر من 14.6 مليون سوري على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك 4.1 مليون شخص يعيشون في شمال غرب سوريا” .
المساعدات عبر الخطوط ليست حلاً
وقالت الرسالة إنه “بينما تم إحراز تقدم في الوصول عبر الخطوط في شمال غرب سوريا، إلا أنه لا يمثل حالياً بديلاً عملياً للمساعدات عبر الحدود”.
ولفتت إلى أنه “منذ اعتماد القرار 2585 في تموز منا لعام 2021، وصل إجمالي خمس شحنات عبر الخطوط إلى الشمال الغربي، وقدمت كل واحدة المساعدة إلى أقل من 50 ألف شخص، بالمقارنة مع 2.4 مليون شخص يتم الوصول إليهم شهرياً عن الطريق العمليات عبر الحدود”.
روسيا تهدد
ويأتي بيان المنظمات غير الحكومية، في ظل تهديدات روسية بعدم دعم تمديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود مرة أخرى.
وجاء ذلك التهديد، على لسان المبعوث الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، مشيراً إلى أنه“حان الوقت لإيقاف آلية إيصال المساعدات عبر الحدود دون موافقة الحكومة السورية”.
وقال لافرنتييف في مستهل محادثات اجتماع أستانا18 في العاصمة الكازاخية نور سلطان اليوم الأربعاء: “لم نرصد حتى الآن أن الغرب بصدد تخفيف عقوباته، فعلًا تم إنشاء هذه الآلية كإجراء مؤقت، والأغلب ظنًا أنه حان الوقت لإيصال كل المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي بالطريقة المشروعة عبر دمشق”، بحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك“.
وأضاف، “لم ينفذ الغرب جميع الالتزامات التي وعد بها قبل عام بشأن تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، ولذلك فإننا سنبحث، غالب الظن، مسألة إلغاء آلية المساعدات عبر الحدود”، مشيرًا إلى أن وضع آليات جديدة أمر ممكن أيضًا.
ويأتي حديث المسؤول الروسي مع اقتراب موعد تجديد قرار مجلس الأمن الدولي لآلية تمديد نقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود، المنحصرة حاليًا بمعبر “باب الهوى” الحدودي، ضمن قرار مجلس الأمن “2585”، في 10 من تموز المقبل.