واصلت الطائرات الحربية الروسية لليوم الرابع على التوالي، تنفيذ غاراتها على مناطق مختلفة شمال غرب سوريا، كما واصلت استهدافها مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركياً، وسط تساؤلات عن توقيت ودوافع ذلك التصعيد، وإذا كان مرتبط بقرار أنقرة إيقاف مرور الطائرات الروسية المدنية والعسكرية المحملة بالجنود فوق أراضيها.
واليوم الإثنين، استهدفت الطائرات الروسية محيط منطقة دارة عزة غرب حلب، التي يوجد فيها نقاط عسكرية تركية، كما حلقت الطائرات الروسية فوق قواعد عسكرية تركية في كل من دارة عزة غرب حلب، ومنطقة عفرين شمال غرب المحافظة.
وعرض موقع تلفزيون سوريا في تقرير تحليلي، 3 أسباب تقف وراء التصعيد الروسي شمال غرب سوريا.
ورقة “قوات سوريا الديمقراطية” لتفيذ ضغط متعدد الأوجه
وتجلت أولى دوافع التصعيد الروسي شمال غرب سوريا، باستخدام روسيا ورقة “حزب العمال الكردستاني” ضد القوات التركية، كما حدث مع مقتل شرطي تركي شمال حلب، نتيجة استهداف عربته من “قوات سوريا الديمقراطية” المرتبطة بالحزب قبل أيام قليلة، بصاروخ يرجح أنه روسي الصنع.
ويعتبر تسلل سلاح متطور روسي إلى يد قوات سوريا الديمقراطية، مؤشراً على رغبة روسية في تنفيذ ضغط متعدد الأوجه على القوات التركية في شمال غرب سوريا، وعدم الاقتصار على عملية الغارات الجوية، وفق المصدر.
وأكد مصدر عسكري في الجيش الوطني السوري لموقع تلفزيون سوريا، أن الشكوك تتزايد حول تزويد روسيا لخلايا “حزب العمال الكردستاني” المنتشرة بريف حلب ببعض الأسلحة، لاستخدامها بتوقيت محدد خدمةً للأجندة الروسية”.
توجس روسي من حدوث تفاهمات روسية تركية
زار وفد من الكونغرس الأميركي أنقرة في 23 نيسان 2022، والتقى مستشار الرئيس التركي إبراهيم كالن، ونائب وزير الخارجية سادات أونال، بحسب المصدر.
وتركزت المباحثات حول قضايا عسكرية وأمنية، على رأسها صفقة الطائرات الحربية المتطورة التي تريد أنقرة إتمامها مع الجانب الأميركي، وموقف واشنطن من تشغيل منظومة “اس 400” إلى جانب الدعم الأميركي لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، وما يلحقه من ضرر بالعلاقات التركية – الأميركية.
ويبدو أن روسيا قلقة من احتمالية إنجاز تفاهمات تركية – أميركية في هذا التوقيت، الذي تبحث فيه واشنطن عن توحيد الحلفاء ضد روسيا على خلفية الصراع الأوكراني، مما قد يدفعها بالفعل إلى تقديم تنازلات لتركيا تتضمن شمال شرقي سوريا، على غرار ما حصل في آواخر عام 2019 عندما أتاحت إدارة ترامب المجال لتركيا لتنفيذ عملية “نبع السلام”.
تحركات تركية مستقلة في قطاع الطاقة
ويتبدى السبب الثالث للتصعيد الروسي شمال غرب سوريا إلى التحركات التركية الأخيرة في مجال الطاقة، والتي ترغب بالتحرر أكثر من القيود الروسية، على غرار ما تفعله باقي دول أوروبا وعلى رأسها ألمانيا، وهذا يعكس توجه تركيا للاستقلال أكثر عن السياسات الروسية.
وبحسب المصدر، فإن هذه السياسات ستؤدي بالضرورة إلى ردود أفعال روسية، مسرحها بشكل أساسي الملف السوري، للتأكد على عدم تراجع قدرة موسكو رغم استنزافها بالصراع الأوكراني، سواء كانت تركيا تبحث عن خفض اعتمادها على الغاز الروسي، أو أنها تخطط بالإضافة إلى ذلك لتكون منصة لتصدير الغاز باتجاه أوروبا وتوفير بدائل عن روسيا.
يذكر أن شمال غرب سوريا يخضع لاتفاق تركي روسي يعود إلى آذار عام 2020، لكنه لم يمنع استمرار القصف والخروقات المستمرة من قبل روسيا والنظام.