حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” اليوم الأحد من أن سوء التغذية الحاد يتفاقم، وبات يهدد الحياة ويشكل مصدر قلق خطير في مناطق شمال شرق سوريا.
وقالت المنظمة في تقرير، إن ارتفاع درجات الحرارة ومحدودية الوصول إلى الخدمات الصحية، تعد من الأسباب الرئيسية التي تقود لمحدودية الطعام المغذي، أو التغذية غير الكافية.
سوء تغذية حاد في الحسكة والرقة
وأضافت أنَّ معدلات سوء التغذية الحاد ارتفعت في محافظة الحسكة في حزيران 2021، بالتزامن مع بداية الجفاف، وبعد الافتقار إلى المياه الصالحة للشرب.
وفي مخيم “العريشة” بريف الحسكة، خلصت دراسة أجريت على 552 من الأسر إلى أن 67% من النساء أرضعن أطفالهن مرة واحدة فقط خلال 24 ساعة، و 90% من الأسر تعتمد على الأطعمة النشوية في غذائها ولا تستطيع تأمين حاجتها إلى أنواع أخرى من الأغذية، بحسب التقرير.
أما في محافظة الرقة، فقد كان الوضع أسوأ، حيث ارتفعت معدلات سوء التغذية طوال عام 2021، مدفوعة بأزمة المياه وظروف الجفاف والتدهور الاقتصادي والنزوح نتيجة النزاع، إضافة إلى إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المفروضة بالمحافظة منذ عام 2020.
الحاجة ملحة لخدمات الوقاية
ولفتت إلى أن انعدام الأمن والنزوح والتدهور الاقتصادي، وسبل العيش غير المستقرة، وخدمات الرعاية الصحية غير الكافية، وأزمة المياه وظروف الجفاف التي تؤثر في السكان بمناطق شمال شرق سوريا، تجعل الحالة ملحة إلى المزيد من خدمات الوقاية من سوء التغذية.
وذكر التقرير أن “اليونيسيف قدمت خدمات التغذية الوقائية والعلاجية إلى 336 ألف طفل ومقدم رعاية في محافظتي الحسكة والرقة خلال عام 2021، مقارنة بتقديم خدمات إلى 339 ألف طفل خلال 2020، وإلى 392 ألفاً في عام 2019”.
وأشار التقرير إلى أن “المنظمة تستعد في عام 2022 لتقديم المساعدة الغذائية إلى 377 ألف طفل في شمال شرق سوريا، الذين زادت احتياجاتهم بسبب انعدام الأمن الغذائي المتأثر بالجفاف، وخدمات الرعاية الصحية غير الكافية”.
ويأتي هذا، في ظل استمرار التحذيرات من أزمة الجفاف شمال شرق سوريا، وانخفاض إنتاج القمح إلى جانب تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على الاقتصاد العالمي.
ويعاني أكثر من 52% من الأسر من الاستهلاك الغذائي الضعيف أو المحدود في سوريا، وفق.استطلاع رأي أجراه برنامج “برنامج الأغذية العالمي”، التابع للأمم المتحدة، في جميع المحافظات السورية في شباط 2022.
وتتمثل الأمراض الناتجة عن سوء التغذية بعدة أشكال منها: الهزال (نقص الوزن بالنسبة للطول)، ونقص الوزن (انخفاض الوزن بالنسبة للعمر)، وفرط الوزن (السمنة)، والتقزم (قصر القامة)، الأمر الذي قد لا يلاحظ إلا بعد فوات الأوان.