نقلت الولايات المتحدة الأمريكية عناصر يحملون جنسيات أجنبية من تنظيم “داعش”من مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” إلى العراق بهدف محاكمتهم.
وأوضحت وكالة “رويترز” أمس الأربعاء في تحقيق صحفي، أن مقابلات مع سجناء ومصادر عراقية ووثائق قضائية بيّنت أن القوات الأمريكية أرسلت في سريّة ما لا يقل عن 30 شخصاً يشتبه في أنهم من مقاتلي تنظيم “داعش” الأجانب الذين اعتقلوا في سورية العام الماضي وفي أواخر 2017 لمحاكمتهم في العراق.
وامتنعت القيادة المركزية للجيش الأمريكي، التي تشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، عن التعليق على ما توصلت إليه “رويترز”، لكنها أقرَّت بالتحديات التي يشكلها المحتجزون الذين اعتقلتهم “قسد” التي لا تحظى سلطتها باعتراف دولي.
وقال المتحدث الكابتن بيل أوربان “قضية المقاتلين الإرهابيين الأجانب المحتجزين لدى “قوات سورية الديمقراطية” في سورية مشكلة معقدة للغاية”.
وأجرت الوكالة مقابلات مع ثمانية رجال أدينوا لدورهم في تنظيم “داعش” أثناء مثولهم أمام المحاكم العراقية. والثمانية من بلجيكا وفرنسا وألمانيا وأستراليا ومصر والمغرب.
وقالوا إنه بعد أسرهم في سورية على يد “قوات سورية الديمقراطية”، استجوبتهم تلك القوات والقوات الأمريكية بشأن دورهم في تنظيم “داعش”.
وأضافوا أنهم احتجزوا بعد ذلك، في الحبس الانفرادي معظم الأحيان، في قواعد عسكرية أمريكية بإقليم كردستان العراق أو في الأردن قبل نقلهم إلى السجون العراقية.
بدوره، قال مصدر بالمخابرات العسكرية العراقية إن القوات الأمريكية سلمت معتقلين أجانب من مقاتلي “داعش” ل”قوات سورية الديمقراطية” في 2017 و2018 داخل الأراضي السورية، حيث نقلوا جواً إلى العراق.
وأوضح ألماني يدعى ليفينت أوزجورت (24 عاما) للوكالة إن “قوات سورية الديمقراطية” اعتقلته قرب حلب في سورية في تشرين الثاني 2017 ونقل بطائرة هليكوبتر إلى قاعدة أمريكية في شمال العراق، حيث يخضع لحبس انفرادي.
وأبلغ المعتقلون الثمانية رويترز كذلك بأن الاعترافات التي استخدمت لمحاكمتهم مزورة. وقال ستة منهم إنهم أُجبروا من خلال التعذيب على البصم على اعترافات مكتوبة على الآلة الكاتبة. ونفت السلطات العراقية هذه المزاعم.
وبين المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي صباح النعمان إن أي مزاعم على أن المعتقلين نُقلوا إلى مقار احتجازهم من سورية في 2017 و2018 غير صحيحة، نافياً تعرضهم للتعذيب. وأضاف “أفراد داعش يعرفون كيف يختلقون الأكاذيب لتضليل القضاة من أجل تجنب محاكمتهم”.