علقت وزارة الخارجية الأمريكية على تهديدات روسيا بوقف المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، مؤكدة ضرورة الحفاظ على استمرارها رغم التلويح الروسي بفيتو جديد لإيقافها.
وبحث نائب مساعد وزير الخارجية، إيثان غولدريتش، والمبعوثة النرويجية الخاصة إلى سوريا، هيلدا هارالدستاد، خلال اجتماع لمجلس الأمن أمس، الحاجة إلى توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية في سوريا والتحرك نحو تجديد الوصول عبر الحدود من خلال قرار مجلس الأمن رقم “2585”.
وتحدث غولدريتش، عن سعي الولايات المتحدة لاستمرار عمل الآليات الدولية لإيصال أي نوع من المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
وأعرب غولدريتش عن قلقه من اقتراب موعد تجديد القرار “2585” الذي يراه يوفر الإمدادات الحيوية للسوريين، لكنه توقع تمديد إدخال المساعدات الإنسانية مرة أخرى.
وكانت روسيا هددت بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
تهديد روسي
وصرح نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، قبل أيام، إن “آلية إدخال المساعدات عبر الحدود تنتهي هذا الصيف، وفق القرار 2585، في حين لم يتم سوى تنفيذ بند واحد منه”.
وأضاف: “لا يبدو أن أحدًا سيلتزم بجميع البنود الأخرى، وفي الوقت نفسه فإن إيصال المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس بين النظام والمعارضة ممكن جدا”.
وشجب مساعي الغرب، ربط الالتزامات بموجب القرار “2585” بشروط سياسية مسبقة، مؤكداً أن بلاده “لن تغض الطرف عن فشل الدول الغربية في تطبيق كافة بنود القرار ” .
وفي 10 من كانون الثاني الماضي، مدّد مجلس الأمن الدولي التفويض الخاص بإيصال المساعدات “عبر الحدود” إلى سوريا لمدة ستة أشهر أخرى، وذلك دون تصويت جديد في المجلس.
وينص قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2585” لعام 2021 على تمديد التفويض الممنوح لآلية المساعدات الإنسانية “عبر الحدود” مدة 12 شهرًا، بشرط أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بعد مرور ستة أشهر تقريرًا يتضمّن إحراز تقدم في وصول المساعدات “عبر الخطوط” لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
اقرأ أيضاً وافق مجلس الأمن عليها كحل وسط.. هل يحتاج السوريون لمساعدات “الإنعاش المبكر”؟
ووفق بيانات الأمم المتحدة، يحتاج نحو 4,5 ملايين شخص في سوريا إلى مساعدة هذا الشتاء، بزيادة 12 في المئة عن العام السابق، بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس “كورونا”، كما أن 2,9 في المئة فقط من السوريين حصلوا على اللقاحات الكاملة.
وسمح مجلس الأمن لأول مرة بعملية مساعدات “عبر الحدود” إلى سوريا في عام 2014 بأربع نقاط، هي معبر “الرمثا” الحدودي مع الأردن، و”اليعربية” الحدودي مع العراق، و”باب السلامة” المقابل لتركيا، لكنها خُفضت العام الماضي من قبل المجلس بعد اعتراض روسي- صيني، واقتصرت المساعدات على معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.