“واشنطن بوست”: زيارات السياح الغربيين إلى سوريا تمد النظام بـ “العملة الصعبة”

أوردت صحيفة الـ “واشنطن بوست” تقريراً رصدت فيه حركة النشاط السياحي في سوريا، بعد ازدياد زيارات السياح الغربيين وخاصة إلى دمشق وحلب، والتي تدُر على النظام السوري، “العملة الصعبة”.

ويسلط التقرير الضوء على تجربة بعض السائحين هناك، من بينهم السائح البريطاني “نيك وايت” (63 عامًا)، الذي زار قلعة حلب التاريخية ووقف فوق أسوارها، وصُدم من الدمار الذي لحق بالمدينة. حيث استطاع وايت أن يرى كيف تم تدمير أجزاء كبيرة بالأرض بسبب الحرب الرهيبة في سوريا.

ووفق تقرير للصحيفة، أبلغ السكان المحليون ومنظمو الرحلات عن زيادة في عدد السياح من الدول الغربية القادمين إلى سوريا.

و استأنفت السلطات السورية إصدار التأشيرات في تشرين الأول الماضي للسماح للأجانب الفضوليين برؤية البلد الذي سيطر صراعه على شاشات التلفزيون وغمر أوروبا باللاجئين، وفق التقرير.

يُسمح بشكل متزايد بدخول حاملي جوازات السفر الأميركية، ويفيد المقيمون في دمشق ومدن أخرى أنهم رأوا أعدادًا أكبر بكثير من السياح تختلف عن الحجاج الإيرانيين والمرتزقة الروس والزوار الصينيين المعتادين، بحسب التقرير.

واعتبر التقرير أن استئناف السياحة الغربية في سوريا يمثل شريان حياة للفنادق والمطاعم وأصحاب الأعمال الصغيرة، لا سيما في المدن القديمة وما حولها في دمشق وحلب، والذين كانوا على مدى أجيال يقدمون الطعام للأجانب المغامرين.

فائدة للنظام

وأشار التقرير إلى أن هذه الزيارات، يستفيد منها الأفراد والجماعات المقربة من النظام.

ووفقًا لتقارير محلية، فإن مجموعة القاطرجي، التي تخضع لعقوبات أميركية لديها خطط جارية لتحويل مستشفى حلب العسكري القديم إلى مجمع فندقي من فئة الخمس نجوم.

لكن السائح وايت يرفض اعتبارا زيارات السياح الغربيين إلى سوريا دعماً للنظام السوري ، مضيفاً ” نحن ندعم الاقتصاد السوري، وندعم الناس في الشارع، ونحاول إدخال بعض الأموال في الاقتصاد”.

مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة، محمد العبد الله، قال في الصيف الماضي، إنه بينما يمكن للسياحة أن تساعد السكان المحليين في سوريا، فإن “الترويج الجماعي دون فارق بسيط أو تفاهم غير مسؤول في أحسن الأحوال قد يكون قاتلاً” لأولئك الذين ما زالوا يعيشون في ظل “نظام يشارك في انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان”.

رحلات سياحية إلى سوريا

ويظهر موقع شركة “Lupine Travel” البريطانية الرسمي وجود رحلات سياحية إلى سوريا لعامي 2022 و2023، بتكلفة 1395 يورو للرحلة الواحدة.

وأرفقت الشركة مع جدول هذه الرحلات إعلانًا ينص على أن وزارة الخارجية البريطانية تنصح بعدم السفر إلى سوريا، على الرغم من تنظيم الشركة جولات إلى المناطق التي تشعر فيها بأنه يمكنها الحفاظ على سلامة عملائها.

كما تنصح الشركة عملاءها بإجراء بحثهم الخاص “ليكونوا مرتاحين لرحلتهم”.

وبحسب تقرير “DW”، كانت شركة “Clio”، وهي شركة مقرها باريس ومتخصصة في الجولات الثقافية، واحدة من أولى الشركات الأوروبية التي بدأت بالترويج للرحلات السورية في عام 2019، وتقدم جولات مرة أخرى العام الجاري.

وكانت حكومة النظام كثّفت دعاياتها للسياحة، منذ أن تمكنت قواتها من استعادة مناطق واسعة من سيطرة الفصائل المعارضة خاصة في محيط العاصمة دمشق عام 2018.

واستأنفت سوريا منح التأشيرات السياحية في عام 2018 على أمل الحصول على بعض الإيرادات التي تشتد الحاجة إليها، قبل أن يضع وباء (كورونا) حداً لذلك.

وتعتمد وزارة السياحة بشكل كبير على ترويج السياحة الدينية، وتتجه حكومة النظام نحو تشجيع هذه السياحة كعامل لدعم الاقتصاد المحلي، من خلال خطط ترويجية لا سيما في الدول التي تعتبرها حليفة وعلى رأسها إيران وروسيا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

أفكار وآمال السوريين بين الاغتراب والداخل

اتسعت ابتسامة السوريين ذلك الفجر المفعم برائحة الياسمين وبعبق قلوب الأمهات تناجي أولادها "تحررنا هل من عودة"، دموع انهمرت لساعات حول العالم كغيمة صيف...
مدينة درعا _ المصدر الانترنت

الحرب الثانية في درعا.. الجفاف ونزيف البشر

على كتف بحيرة، أضحت أثرًا بعد عين، ترامت مراكب صغيرة حملت ذكريات المصطافين لسنوات طويلة غير معلومة، واضمحلت المياه إلى أن تلاشت، ثم تحول...
مستشفى تشرين العسكري

مستشفى تشرين .. مصنع شهادات الموت المزورة لآلاف المفقودين السوريين

الصور الصادمة التي شاهدها العالم لآلاف السوريين وهم يبحثون عن ذويهم المعتقلين والمختفين في سجن صيدنايا، بعد سقوط حكم الرئيس السوري المخلوع بشار...

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...

الأكثر قراءة