كشف تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”، أمس الأربعاء، عن تدفّق عدد كبير من الشبان السوريين من سوريا إلى الإمارات، في ظل التقارب بين النظام السوري وأبو ظبي، والذي تجلى بزيارة بشار الأسد إليها في شهر آذار الماضي.
وقالت الصحيفة، إن هذا التقارب أتاح فرصة أمام الشباب السوري للهروب من سوريا، حيث يتضاءل التفاؤل وتقل فرص العمل والخدمات الأساسية، بدءا من الكهرباء وصولا إلى المياه.
وذكرت أنه “بالنسبة لملايين السوريين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، فإن هذا التقارب فتح آفاقا لإنهاء عزلتهم الطويلة”.
وأشارت إلى تلهف مجموعة كبيرة من الشباب السوري للسفر إلى الإمارات، حيث “المباني الشاهقة المحاطة بالأضواء والتي لا تشبه بلدهم بتاتا”، وخاصة بعد تخفيف أبوظبي قيودها على تأشيرات السياحة عقب تطبيع العلاقات مع دمشق.
وأعتبرت الصحيفة أن هذا التقارب “أثار جدلاً حول فعالية تطبيع العلاقات مع حكومة وثقت بحقها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وتمحورت النقاشات حول الطرق الأفضل لإنهاء الحرب السورية الطويلة، وفيما لو كانت العزلة المفروضة على سوريا والعقوبات الغربية، سببا أساسيا في إطالة النزاع”.
العلاقات بين النظام السوري والإمارات
وكان رئيسَ النظام السوري بشار الأسد، زار في 18 آذار الماضي دولة الإمارات، في أول زيارة له إلى بلد عربي منذ عام 2011.
واعتبرت أبو ظبي أن هذه الزيارة “تأتي في إطار الحرص المشترك على مواصلة التشاور والتنسيق بين الجانبين حول مختلف القضايا”.
كما وأجرى رئيس النظام السوري بشار الأسد، في 20 تشرين الأول الماضي، اتصالا هاتفيا مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان.
سبقها، زيارة وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، برفقة وفد رفيع المستوى، إلى العاصمة دمشق في 9 من تشرين الثاني الماضي.
وفي آذار 2020، أجرى بن زايد اتصالا هاتفيا مع الأسد، يعد حينها الأول بين الجانبين منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث تم بحث مستجدات انتشار فيروس كورونا المستجد والإجراءات المتخذة بين البلدين، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية.
وأعلنت الإمارات العربية المتحدة، افتتاح سفارتها في دمشق في كانون الأول من عام 2018، منهية قطيعة دبلوماسية مع النظام السوري بعد اندلاع الثورة ضده في 2011.