قال تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست“، أمس الجمعة، إن إيران بدأت تعمق نفوذها في شرق سوريا وبالتحديد في محافظة دير الزور، وتتنافس مع النظام السوري لتجنيد مقاتلين جدد، بهدف تعزيز وجودها وإبراز قوتها في المنطقة.
وكشف تقرير الصحيفة عن أن جهود “المصالحة” التي أطلقها النظام في دير الزور مؤخراً، واجهت عقبة رئيسية “فالميليشيات المرتبطة بإيران التي تنشط في دير الزور تقدم بديلا أكثر جاذبية”، وفقا لخبراء محليين وعضو سابق في الميليشيات المرتبطة بإيران.
وأضاف التقرير، أن “إيران لعبت دورا كبيرا في دير الزور، حيث نجحت في تجنيد السكان المحليين في الميليشيات المتحالفة معها، وتقديم الخدمات التي لا تستطيع الحكومة توفيرها لسكان تلك المناطق”.
وتنقل الصحيفة عن خبراء محليين قولهم، إن “إيران عمدت لبناء مدارس وتوزيع سلال غذائية، وحولت مساجد سنية إلى شيعية، حيث بات الأذان الشيعي يُسمع اليوم للمرة الأولى في المحافظة”.
مزايا المتطوعين في الميليشيات الإيرانية
يقول أبو خديجة، البالغ من العمر 26 عاما، وفق ماذكر موقع ” الحرة“، إنه “انضم إلى كتيبة مكونة من 100 سوري يحرسون المستودعات الإيرانية في دير الزور”.
وتابع بالقول: “يتم تكليفنا بالتناوب على الحراسة لمدة 15 يوما في الخدمة و 15 يوما عطلة”.
وأشار إلى أن “بطاقة هوية الميليشيا تسمح للمقاتلين بالحصول على سلة طعام شهرية تشمل السكر وزيت الطهي والأرز والتونة المعلبة والفاصوليا، موضوعة بصناديق كارتونية عليها صورة قاسم سليماني “.
كما يُمنح حاملي البطاقات رحلات طيران مجانية إلى دمشق كل يوم اثنين وخميس على متن الطائرات الإيرانية.
ونوه أبو خديجة إلى أن “الميليشيات المدعومة من إيران تقدم رواتب أعلى بكثير من رواتب قوات النظام السوري، مع رواتب أعلى في أماكن مثل مدينة البوكمال على الحدود العراقية”.
وأوضح أبو خديجة أن “بطاقة الهوية لا تسمح له فقط بحمل سلاح، ولكن الأهم من ذلك أنها تحميه من الاعتقال أو الاستجواب من قبل قوات النظام السوري”.
ولفت إلى أن “السكان يقدمون شكاوى إلى المسؤولين الإيرانيين عندما يتسبب جنود النظام السوري بمشاكل”.
ويقول المحلل المتخصص في الشؤون القبلية في شرق وشمال شرق سوريا عمار الحمد أن “الإيرانيين يريدون إنشاء قاعدة شعبية موالية لهم في حال اضطروا للمغادرة يوما ما”.
اقرأ أيضاً إيران ومشروع “ضاحية دمشق الجنوبية”
دعم مدارس في دير الزور
التغول الإيراني في دير الزور لم يقتصر على تجنيد مقاتلين محليين في صفوف الميليشيات الإيرانية، بل امتد للجانب التعليمي والتربوي في المحافظة.
وكثفت مليشيات وجمعيات مدعومة من إيران من دعمها المقدم لطلاب المدارس والروضات في مدينة دير الزور وريفها الشرقي، في نطاق تأثيرها على الأطفال السوريين، مستغلة حالة الفقر الشديد الذي يسود المنطقة.
وبدأت منظمة “الجهاد والبناء” الإيرانية، منذ مطلع شهر أيلول الماضي، بتقديم وجبة غذائية في روضة للأطفال تابعة لمنظمة «يونيسف» بحي الكتف في مدينة البوكمال، وفق ماذكر مصدر مطلع لموقع القدس العربي.
إغراء بالمال والطعام
وقال المصدر، إن المنظمة تقدم وجبة فطور يومية، إلى جانب القرطاسية للأطفال، مقابل تخصيص حصة دراسية يومية لتدريس الأطفال العلوم والمناهج الدينية المذهبية.
ووفق المصدر، يتم تلقين أطفال الروضة معلومات تركز على وصف إيران بـ”الصديقة”.
وعلاوة على ذلك، تقوم المنظمة ذاتها “الجهاد والبناء” بتخصيص منح دراسية قيمتها 75 ألف ليرة سورية شهرياً، لطلاب الشهادات الثانوية، وفق شبكة “عين الفرات” المحلية.
ويضطر الأهالي، حسب الشبكة إلى تسجيل أبنائهم في المعاهد الخاصة بسبب نقص الكوادر التدريسية في المدارس الحكومية التابعة للنظام، وقلة عددها.
وتولي إيران دير الزور أهمية خاصة، بسبب موقعها الجغرافي الذي يشكل صلة الوصل بين العراق وسوريا، إلى جانب تركز الثروات الباطنية في المحافظة.