طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، وزارة التربية اللبنانية بإنهاء السياسات التي تمنع وصول الأطفال السوريين اللاجئين إلى التعليم.
وأصدرت المنظمة تقريرًا اليوم الجمعة، طالبت فيه وزارة التربية بتمديد الموعد النهائي للتسجيل في المدارس للأطفال السوريين، والذي ينتهي اليوم السبت.
وقال المدير المساعد لحقوق الطفل في “هيومن رايتس ووتش”، بيل فان إسفلد، في التقرير، “لا يوجد عذر لسياسات تمنع الأطفال السوريين من الذهاب إلى المدرسة وتتركهم بلا مكان يلجؤون إليه من أجل مستقبل أفضل”.
وحرمت سياسة الوزارة آلاف الأطفال السوريين اللاجئين من الذهاب إلى المدرسة، لطلبها سجلات تعليمية مصدّقة وإقامة قانونية في لبنان، ووثائق رسمية أخرى لا يستطيع العديد من السوريين الحصول عليها.
ولا يسجّل الأطفال السوريون تلقائيًا في المدارس كل عام، بل يتعيّن على المنظمات الإنسانية انتظار التوجيه الرسمي للوزارة، قبل أن تتمكن من الوصول إلى المجتمعات السورية ودعمها لتسجيل أطفالها.
كما يتعيّن على معظم الأطفال السوريين الانتظار للتسجيل، حتى تنشر الوزارة قائمة بالمدارس التي ستدير فصول الدوام الثاني لهؤلاء الأطفال.
وتشترط وزارة التربية على الأطفال السوريين الحصول على إقامة قانونية للالتحاق بالمدارس الثانوية، وإجراء امتحانات التعليم الإعدادي الوطنية بعد تسع سنوات من التعليم الابتدائي وامتحان البكالوريا في نهاية المرحلة الثانوية.
وفي آذار الماضي، أرسل مركز “الدراسات اللبنانية” مذكرة لإخطار وزارة التربية اللبنانية ووكالات الأمم المتحدة بأن مديري المدارس يطالبون بإثبات إقامة للطلاب السوريين.
وطلب المركز تعليق هذا المطلب إلى أجل غير مسمى، لكن لم يكن هناك أي رد.
أزمة تعليم غير مسبوقة
وفي آذار الماضي، دعت “هيومن رايتس ووتش” الدول المانحة في مؤتمر “بروكسل”، إلى معالجة أزمة التعليم غير المسبوقة التي يواجهها الأطفال السوريون في لبنان.
وطالبت المنظمة الدول المانحة بالضغط على الحكومة اللبنانية لرفع الحواجز أمام تعليم الأطفال السوريين، بما في ذلك القيود المفروضة على المنظمات الإنسانية التي توفر التعليم.
وقال لاجئون سوريون آخرون في سهل البقاع، إنهم اتصلوا بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) عدة مرات للمساعدة في الحصول على إثبات العنوان، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وقالت إحدى الأمهات “ابنتي بحاجة إلى الدراسة، لكن لا يمكنني فعل أي شيء بعد الآن”.
تراجع التحاق الأطفال السوريين بالمدارس
كانت الأمم المتحدة، تحدثت في 28 أيلول الماضي، عن أن 30% من الأطفال الذين هم في سن الدراسة (بين 6 و17 عامًا) لم يدخلوا المدرسة قط، وقد انخفض معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عامًا بنسبة 25% في عام 2021.
ووفق تقرير للأمم المتحدة، تراجعت نسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة و14 عامًا بنسبة 25% في عام 2021.
كما تواصل المنحنى التصاعدي في عمالة الأطفال ضمن أوساط الأطفال السوريين في عام 2021، إذ بلغ عدد المنخرطين المنخرطين في سوق العمل منهن ما لا يقل عن 27 ألفًا و825 طفلًا.
ويبلغ عدد السوريين في لبنان، بنحو 1.5 مليون سوري بينهم قرابة مليون شخص منهم مسجل كلاجىء، تسعة من بين كل عشرة من المسجلين كلاجئين يعيشون في فقر مدقع، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.