قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في تقرير اليوم الأربعاء، إن قوات النظام السوري وحليفتها روسيا مسؤولة عن مقتل 12 مدنيًا وإصابة 24 آخرين، جراء قصفها مدينة أريحا بمحافظة إدلب، موثّقة تفاصيل جديدةً عن القصف، الذي حدث في 20 من تشرين الأول الماضي.
واعتمدت المنظمة في إعداد التقرير على مقابلات عن بُعد مع 8 أشخاص شهدوا هجوم أريحا، كما حلّلت 52 مقطع فيديو و64 صورة اُلتقطت في أثناء الهجمات وبعدها مباشرة، ونُشرت على منصات التواصل الاجتماعي، أو قُدمت مباشرة إليها.
تفاصيل هجوم أريحا
وقدّم رئيس “اللجنة المجتمعية الطبية ” في أريحا، الدكتور وسيم باكير، للمنظمة أسماء 12 مدنيًا، بينهم 4 أطفال، قُتلوا في الهجوم، و24 جريحًا مدنيًا، بينهم 6 أطفال.
ووفقًا للتقرير، وثقت “هيومن رايتس ووتش” 14 تفجيرًا ناتجًا عن مقذوفات مدفعية عيار 152 مليمترًا شديدة الانفجار، سقطت قرب مدارس وأسواق ومسلخ دجاج، وألحقت أضرارًا بمبنيَين.
وقال موظف محلي للمنظمة، إن الهجمات وقعت عندما كان الأطفال في طريقهم إلى مدارسهم، لافتاً إلى أن القذائف سقطت قرب سبع مدارس تخدم مجتمعة حوالي 3800 طفل.
وذكر التقرير أن قذائف المدفعية أصابت أيضًا سوق الخضار والسوق الرئيس في أريحا الذي كانت تدعمه الأمم المتحدة، وألحقت أضرارًا بنحو 5 أكشاك في السوق، وأجزاء من مبنى متعدد الطوابق وطابق علوي آخر، كما سقطت قذيفة قرب مركز صحي.
وأكدت المنظمة في التقرير، أن الهجوم كان “عشوائياً”، نظراً للغياب الواضح للأهداف العسكرية في المناطق التي قُصفت وسط المنازل والمتاجر والمدارس والأسواق في أريحا.
و بحسب “هيومن رايتس ووتش”، تتوافق مجزرة أريحا، مع نمط من هجمات قوات النظام وروسيا غير القانونية التي تقتل مدنيين، مشيرة إلى أنها وثقت 46 هجومًا جويًا وبريًا في الـ11 شهرًا التي سبقت وقف إطلاق النار في إدلب، تسببت في مقتل 224 مدنيًا وجرح 561 آخرين.
ووجدت المنظمة أن 3 من أصل 46 اعتداء وقعت في أريحا، مشيرة إلى أن تلك الهجمات المتكررة لقوات النظام ورسيا على البنية التحتية المدنية في إدلب كانت جرائم حرب واضحة، وقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
اقرأ أيضاً العفو الدولية ثمة دليل قوي على تورط روسيا بالهجمات الجوية بسوريا
دعوة لحماية المدنيين
بدورها، قالت الباحثة في قسم الأزمات والنزاعات في المنظمة بلقيس والي، إن “ الحكومة السورية وروسيا انتهكتا قوانين الحرب، ما تسبب في عواقب قاتلة على المدنيين هناك. أطفال إدلب هم من جديد ضحايا أعمال عسكرية وحشية وغير قانونية”.
وأضافت، “يتعيّن على جميع الأطراف مضاعفة الجهود لحماية المدنيين في إدلب وتجنب حدوث أزمة إنسانية”.
وحذرت المنظمة من أن إنهاء وقف إطلاق النار واستئناف القتال سيعرّض المدنيين للمزيد من الهجمات غير القانونية، ما قد يؤدي إلى عمليات نزوح جماعي إضافية، مع عواقب إنسانية وخيمة.
15 قتيلاُ مدنياً في شمال غرب سوريا الشهر الماضي
كان فريق “منسقو استجابة سوريا”، وثَق مقتل 15 مدنياً بقصف النظام وروسيا مناطق شمال غرب سوريا، خلال شهر تشرين الثاني االماضي.
ونتج عن الخروقات مقتل 15 مدنياً بينهم 12 رجلاً و4 نساء و5 أطفال، و تم استهداف 7 منشآت وبنى تحتية في شمال غرب سوريا، وفق التقرير.
