رجحت مصادر روسية أن زيادة التوتر في أوكرانيا سيترك أثره على التنسيق الروسي – الأمريكي في سوريا، دون أن تستبعد استخدام الجغرافيا السورية لتبادل الضغط بين واشنطن وموسكو.
وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري الروسي يوري ليامين، إذا «استمر تصعيد التوتر في أوكرانيا، فعندئذ في النهاية سينعكس حتماً في كل مكان».
وأضاف في مقال له نشره في «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، وترجمته قناة «RT» الروسية الحكومية: بالتالي، سوف تقل احتمالات تسوية الخلافات بين القوات الروسية والأمريكية في سوريا أيضاً، وزد على ذلك، فلا يمكن استبعاد إمكانية استخدام الاتجاه السوري في لحظة ما من قبل أحد الأطراف لممارسة الضغط على الطرف الآخر أو تشتيت انتباهه.
وتابعت الصحيفة أن واشنطن لا تستبعد احتمال تدهور نوعية التفاعل بين الوحدتين العسكريتين، الروسية والأمريكية، في سوريا، تبعاً لتطورات الأزمة الأوكرانية.
في المقابل، نقلت الصحيفة الروسية عن خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي كيريل سيميونوف، أن «الأزمة في العلاقات بين روسيا والغرب، على العكس من ذلك، هدّأت، إلى حد ما الوضع في سوريا، ولا تلاحظ أي استعدادات أو محاولات لتصعيد الموقف من أي طرف. الوضع هناك، هادئ، لأن كل الاهتمام ينصب الآن على أوروبا».
وتتواجد في سوريا القوات الروسية والأمريكية معاً، ووفق مصادر «القدس العربي»، يجري التنسيق بينهما على مستويات عالية، وخصوصاً في مجال الطلعات الجوية، تجنباً لحوادث مفاجئة. لكن، الباحث في مركز «الحوار السوري» الدكتور محمد سالم، يستبعد حدوث أي تغيير على مستوى التنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا على المدى القريب. ويقول في حديثه لـ«القدس العربي» باعتقادي ما من رغبة لدى الأطراف سترغب في توسيع رقعة الصراع وتبادل الرسائل في الساحة السورية، ويستدرك «لكن إذا استمرت الحرب في أوكرانيا طويلاً فسوف يتم تبادل الرسائل في كل مكان ومنها سوريا».
وأضاف سالم، مبدئياً قد يبدأ الموضوع برسائل تحذيرية، وشاهدنا إلقاء الطيران الروسي لقنابل مضيئة قرب مدينة الباب، فيما بدا أنه تحذير للأتراك بشأن موقفهم من الأزمة الاوكرانية، وسط ازدياد الضغط على تركيا في هذا الجانب، وتركيا حليف في الناتو، لكنها في الوقت نفسه تحاول إمساك العصا من الوسط ولا تريد استفزاز روسيا، خاصة مع ضعف موقف الناتو حتى الآن.
وعلى المنوال ذاته، استبعد القيادي في «الجيش السوري الحر» النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أن يكون للتطورات في أوكرانيا تداعيات على التنسيق الأمريكي- الروسي في سوريا. لكنه في المقابل، أشار خلال حديثه لـ«القدس العربي» إلى أن حاجة الناتو وروسيا لتركيا الآن أكبر خاصة في الملف السوري، ولن يكون هناك تقارب أو تقدم في العملية السياسية على المدى المنظور بعد ما حدث في أوكرانيا».
والخميس، ندد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالهجوم الروسي، الذي وصفه بـ»غير المبرر» على أوكرانيا بعدما أعلن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إطلاق عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.
وقال بايدن، في بيان، صباح الخميس، إن «العالم بأسره يقف مع الشعب الأوكراني الذي يواجه هجوماً غير مبرر من قبل القوات العسكرية الروسية»، وأضاف أن «الرئيس فلاديمير بوتين اختار حرباً مع سبق الإصرار ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية، مشدداً على أن «روسيا وحدها هي المسؤولة عن الموت والدمار اللذين سيخلفهما هذا الهجوم».
وائل عصام _ القدس العربي